اللغة العربية إلى أين؟ (72)

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الرابع والعشرين من فبراير 1969، تم افتتاح إذاعة أبوظبي رسمياً، بكلمة ألقاها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ورغم البداية المتواضعة لهذه الإذاعة الرسمية، إلا أن اهتمامها باللغة العربية، تمثل باختيار العاملين فيها من الذين يتقنون اللغة العربية، قراءة وكتابة وارتجالاً، بل إن بعض المذيعين كانوا من الأدباء والشعراء.

وكانت هناك مراقبة يومية على ما يذاع، فلو أخطأ أي مذيع بتشكيل حرف أو لفظ كلمة، كان يأتيه من المراقب العام رسالة لفت نظر على الخطأ الذي وقع فيه، ولذلك، كنا نحرص على عدم الوقوع في الخطأ، حتى لا تصلنا رسالة لفت نظر.

صحيح أنه لا يوجد إنسان بلا خطأ، ولكن من يستمع إلى المذيعين والمذيعات هذه الأيام، يفاجأ بكثرة الأخطاء التي يقعون فيها. ولا بد من الإشارة هنا إلى أننا ونحن نستمع أحياناً لإحدى المحطات الإذاعية، في أيامنا الحالية، نفاجأ بالأخطاء اللغوية التي يقع فيها المذيعون والمذيعات، فهل يصح أن تتحطم قواعد لغتنا على ألسنة هؤلاء المذيعين. وبفعل فظاعة وهول هذه الأخطاء، يمكننا أن نتخيل أن عظام سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي وأبي الأسود الدؤلي، ترتجف تحت التراب. وليت الأمور كانت في الأخطاء النحوية فقط، حيث نرى العديد من هؤلاء المذيعين والمذيعات يتحدثون بالعامية بلهجات عربية مختلفة، وليس اللهجة العامية الخاصة بالإمارات.

ومن الجدير في هذا الصدد، التذكير بحال العمل في إذاعة صوت العرب وصوت فلسطين، في البواكير، حيث لم يكن يسمح لأي صوت أن يقرأ نشرة الأخبار، أو يقدم أحد البرامج، قبل أن ينجح في امتحان اللغة العربية. كان المذيعون في ذلك الزمن يراقب بعضهم بعضاً، وفي الاجتماع الصباحي اليومي، تُذكر أخطاء المذيع أو المذيعة، إن وجدت، وكانت نادرة. أما في هذا الزمن، فالأخطاء هي السائدة، والصحيح هو النادر.

فكيف يمكن أن نعيد لغتنا إلى أهلها، إذا كان بعض المذيعين يرتكبون مثل هذه الأخطاء، بل الخطايا الفاحشة.

وللحديث بقية.

Email