الباب المغلق

هزت قلبي هذه الكلمات، وآلمتني دموع تلك الفتاة التي تحدثت عن أنها كم انتظرت كثيراً وطويلاً أمام العديد من الخيارات في حياتها، وكانت جميعها كالأبواب المغلقة!

استهلكت الكثير من طاقتها في كثير من المحاولات، واستنفدت طاقتها في كل صبر وانتظار، لكن تقول: كنت مستمرة رغم الألم ورغم الخسارات إلى أن أتت تلك اللحظة التي اكتشفت فيها أن عمري يمر وأنا أقف في نفس المكان لم أغير شيئاً ولم أصل إلى أي مكان.

ربما معظمنا مر أو يمر في نفس هذا الموقف، من يبقى بعد التخصص مشترطاً منصباً معيناً ومكاناً معيناً للعمل به، وهو هنا يقف أمام باب مغلق، لا أعني أنه لا يمكن أن يبحث، بل ما أعنيه أنه قد يستفيد من قت انتظاره بالعمل حتى لو بتخصص مختلف فيكتسب الخبرة ويكتسب المعارف، وبذلك يبنى طريق وصوله لما يريد. ومن يعتقد أن بداية المشروع برأس المال فقط فليس على صواب، لكن الحقيقة هي ببداية التخطيط والعمل من أبسط الخطوات وبذلك فإن المشروع هو ما سيأتي برأس المال.

ومن يبقَ في انتظار شخص ليرتبط به، ويبقَ أمام هذا الباب، فربما يكون هذا الشخص أساساً لا يعلم بوجوده أو حتى أنه يفكر به، وفي هذا الوقت قد تكون هناك العديد من الفرص والأبواب المفتوحة، وقد يكون هناك شخص قريب جداً منك لكن أنت لا تسمح لنفسك أن تراه.

الحياة قصيرة والعمر يمر سريعاً، فلنعش هذه اللحظة بكل تفاصيلها وتجاربها ودروسها، ولندع الاختيارات أمامنا، والأهم من ذلك ألا نطيل الوقوف أمام الأبواب المغلقة؛ لأن هناك العديد من الأبواب المفتوحة الأخرى، وإن حدث وأغلق باب أمامنا فلنبحث عن نافذة تشع منها أضواء الأمل.

فالله لا يغلق باباً إلا ليكتب لنا الخير بأفضل منه، الأهم أن نستمر بيقين.