اللغة العربية إلى أين؟ 57

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر الماضي باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الأمم المتحدة بجعل اللغة العربية لغة رسمية للعمل والتخاطب في جميع أعمالها، وبذلك تكون اللغة العربية ضمن اللغات الست المعتمدة في هذه المنظمة الدولية.

يتكلم اللغة العربية أكثر من 420 مليون نسمة، وهي لغة مقدسة لدى جميع المسلمين في العالم، كما أنها لغة شعائرية لدى جميع الكنائس العربية.

ولا شك أن الاحتفال بهذا اليوم العالمي للغة العربية يدخل ضمن النشاطات والمجهودات التي تهدف إلى تعزيز هذه اللغة وحمايتها من الضعف، وتشجيع أهلها على العودة إليها وعدم هجرها إلى لغات أخرى.

ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الرشيدة أكدت إيمانها المطلق بأن اللغة العربية هي الهوية الوطنية، وهي لغة القرآن، وأن جميع المواطنين والمقيمين العرب في الدولة مطالبون بإتقان لغتهم واستخدامها في جميع مراسلاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين، وخاصة مع الجهات الحكومية الرسمية.

وقد صدرت القرارات والمراسيم من رئيس الدولة التي تدعم هذه اللغة وتجعلها اللغة الرسمية الوحيدة المستخدمة في جميع وزارات ودوائر ومؤسسات الدولة.

كما تم إنشاء مجلس استشاري للغة العربية تابع لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء برئاسة معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب.

وفي 2016 أنشأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، مجمع اللغة العربية في الشارقة.

وفي بداية عام 2021، تم إنشاء مركز اللغة العربية في أبوظبي، وهو تابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، التي يرأسها معالي محمد المبارك، ويرأس هذا المركز الأخ الدكتور علي بن تميم.

إن هذه الجهود المبذولة لخدمة اللغة العربية وحمايتها من الأصوات المناهضة لها، والتي تدعو إلى هجرها واستخدام اللغة الإنجليزية للتواصل مع العمل والعلم، هذه الجهود تحتاج إلى أن يقوم العاملون على تدريس هذه اللغة بجهود موازية لإيجاد أفضل الوسائل والسبل لإزالة العقبات والصعوبات التي يواجهها طلابنا في هذه المادة المهمة.

إننا ونحن نحتفل بهذا اليوم نحيي وزارة الثقافة والشباب ومركز اللغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على عقد مؤتمر قمة اللغة العربية في أبوظبي يومي 20 و21 ديسمبر الجاري.

ولا شك أن المخرجات الخاصة بهذا المؤتمر سيكون لها دور فعّال ومهم في دعم هذه اللغة وإعادتها إلى دورها التاريخي المجيد.

وللحديث بقية.

Email