اللغة العربية إلى أين؟ 52

ت + ت - الحجم الطبيعي

السؤال الذي يفرض نفسه الآن، بعد اطلاعي على أزمة اللغة العربية في وطنها وبين أهلها، وعلى الصعوبات كافة التي تعترض وصولها إلى أهلها أو وصول أهلها إليها..

هذا السؤال هو: هل نحن بحاجة إلى تدريس قواعدها ونحوها وصرفها وبلاغتها في مناهج تضم آلاف الصفحات وعلى مدى عشر سنوات يتفرغ خلالها الدارس تفرغاً تاماً حتى يستطيع استيعاب هذه اللغة المتهمة بالصعوبة والتعقيد؟ أم أنه يكفينا صفحات قليلة ومدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو أقل؟

الإجابة عن هذا السؤال لن تستخرج من رأي خبير أو عالم بهذه اللغة، ولكنها ستكون من واقع تجربة عملية تم خوضها، حيث جمعنا خمسة عشر دارساً في دورة قصيرة لم تزد على أسبوعين، في كل أسبوع أربعة أيام وفي كل يوم أربع ساعات.

وكان الهدف الموضوع لهذه الدورة هو أن يتكلم الدارس أو المتلقي الفصحى بلا أخطاء وأن يكتب ويقرأ اللغة العربية بدون أخطاء نحوية أو إملائية.

وقبل البدء بالدورة قمنا بعمل اختبار تحريري وشفهي للمشاركين لتقييم المستوى الحقيقي الذي كانوا عليه.

وبعد ذلك بدأنا بتنفيذ المنهج البسيط المختصر، والذي يعتمد على بساطة النحو وسهولة القواعد، ولم ندخل أبداً في مسائل الخلاف ومدارس النحو المختلفة.

قلنا: لا نريد علماء ولكننا نريد متكلمين بالفصحى قادرين على شرح أفكارهم وتوضيح مقاصدهم، وفي نهاية الأسبوع الثاني جاء الاختبار النهائي ليؤكد أن الجميع نجح، وأن الفائدة عمّت وأن اللغة العربية تم عودتها بنجاح إلى أهلها.

وهذا ما يجعلني متفائلاً بالمستقبل، واثقاً أن تخريج عدد بسيط ولو خمسة عشر مشاركاً فقط أفضل من كل المقالات والدراسات التي تمدح اللغة العربية وتذكر العرب بأهميتها لهم كهوية وكتراث وكأداة علم للحاضر والمستقبل.

وللحديث بقية.

 

Email