هشاشة النفس أمام الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحد ينكر الجانب الجمالي والوجودي في الحب كقيمة وجودية مهمة في الحياة، لكن تنقصنا الشجاعة أحياناً أن نعترف أن الحب يمكن أن يتحول في لحظة من أجمل شيء في الحياة إلى شيء يمثل تهديداً لذواتنا، إلى فيروس معدٍ يهاجم أرواحنا ويلتهمها بشراسة.

لا شك أن الحب والتعلق مصطلحان مترادفان إلى حد بعيد، أن يحب المرء يعني بالضرورة أن يتعلق بمن يحب، هذا شيء مفروغ منه، وعلى الرغم من مساوئه الكثيرة إلا أن التعلق في هذا السياق مفهوم وله مبرراته.

لكن عند مرحلة ما يتحول التعلق من عرض من أعراض الحب إلى مرض نفسي يودي بصاحبه إلى قعر اليأس المظلم. هنا لا يمكن أن نلقي اللوم على الحب وحده، بل على الشخص الذي سمح للحب أن يتمادى في أذيته أيضاً.

كيف نحمي أنفسنا إذن من شر الحب؟ بقدر ما الإجابة صعبة عملياً، بقدر ما نحتاج أن نعرفها ونفهمها جيداً.

الاعتدال في العطاء العاطفي هو المفتاح؛ ألا نسرف في مشاعرنا تجاه الآخر ونترك مجالاً للسيناريوهات السيئة «من الممكن في أي لحظة أن ينتهي كل شيء، قد يبادر الطرف الآخر بالهجران، قد يحدث كذا و كذا»، الإيمان بالنفس أيضاً واحترام قيمتها يلعبان دوراً كبيراً في تجاوز الإخفاقات العاطفية.

وأخيراً، أن يتصالح المرء مع ذاته، يتحدث معها ويستمع إليها، أن يحتوي الألم الناتج عن قرار ما اتخذه أو فرض عليه، أن يفهمه ويتقبله لا أن يهرب منه. ثمة مساحة تجمعنا بذواتنا، تخصنا وحدنا لا بدّ أن نحافظ عليها ونعود إليها من حين لآخر.

Email