اللغة العربية إلى أين؟ (50)

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نقول: اللغة العربية لغة ليست صعبة أو معقدة ليبتعد عنها أبناؤها وبناتها، فنحن ننطلق من دراسة تفصيلية.. جعلتنا نصل إلى تلخيصها بكلمات بسيطة مفهومة في عدد قليل من الصفحات.

ولكن.. من الذي يعتبر مسؤولاً عن تعقيد هذه اللغة ووضع طلبتها في مواقف الحيرة والضياع، ببساطة أجيب عن هذا السؤال وأقول: إنهم الأساتذة المدرسون.

هم المسؤولون أولاً وأخيراً، هم الذين يجعلون الطلبة ينفرون من هذه اللغة أو يقبلون عليها بحب وسعادة.

لا يكفي أن يكون المعلم عارفاً لقواعد هذه اللغة وأسرارها، فالأهم من هذه المعرفة هو قدرته على تبسيط هذه المعرفة وتقديمها بشكل جذاب ومثير لطلبته.

على زمني، كان أستاذ اللغة العربية واسع الصدر طويل البال، يبتسم دائماً وهو يشرح، ولا يغضب إذا أخطأنا أو بينّا عدم الفهم. أحببنا ذلك المدرس، وصرنا ننتظر حصته بفارغ الصبر، ولذلك سرت هذه اللغة في قلوبنا، وأحببناها لأن المدرس استطاع أن ينقلها لنا بسهولة دون تعقيد.

وأدركنا ونحن نتقدم صفّاً بعد آخر، أنه من المهم أن نعرف القواعد حتى نحدد لمن يستمع إلينا الفاعل من المفعول به، فلا نجعل الفاعل مفعولاً به ولا المفعول به فاعلاً. كان المعلم يطلب منا إلقاء قصائد المحفوظات فيعلمنا الإلقاء الصحيح والإعراب السليم.

وكم كانت سعادتنا عندما يثني علينا ويمدحنا ويطلب من طلاب الصفّ التصفيق لنا. الأساتذة إذن هم المسؤولون، فإن استطاعوا الوصول إلى قلوب الطلاب وعقولهم، فإنهم يقدمون لنا أفواجاً من متكلمي اللغة العربية الصحيحة الخالية من اللحن والخطأ. ومن هذه الزاوية أدعو المسؤولين عن المؤسسات التعليمية إلى الاهتمام بإعداد أساتذة اللغة العربية، والتأكد من قدرتهم على توصيل معرفتهم إلى الطلاب.

وللحديث بقية.

Email