اللغة العربية إلى أين؟ 48

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أستطيع إخفاء حزني وألمي وأنا أسمع أهل اللغة العربية والذين درسوها في الجامعات وأخذوا شهادات تؤكد أنهم وصلوا فيها إلى قمم شاهقة وهم يقفون أمامي عاجزين عن معرفة الفعل من الفاعل والمبتدأ من الخبر.

والسؤال الذي كنت أطرحه عليهم كان

بأي حق أخذت تلك الشهادة؟

ولكن شئت أم أبيت هذا هو الواقع.. حتى الذين أتيحت لهم فرصة الدراسة في الجامعة لم يتمكنوا من إتقان لغتهم ومعرفة قواعدها.

ولعل هذا الواقع المرير هو الذي أوحى لي بقصيدة نداء الفصحى التي أقول فيها:

الفُصْحَى تَبْكِي وَتَنُــوحُ

وَبِسِرِّ الأحْـــزَانِ تَبُــوحُ

صَارَتْ عِنْدَ القَوْمِ يَتِيماً

وَاليُتْــمُ فُــؤَادٌ مَجْــرُوحُ

رَحَلُوا عَنْهَا فَوْجاً فَوْجاً

فَالبَـابُ لِهَجْــرٍ مَفْتُـــوحُ

لَمْ يَمْسَحْ أَحَــدٌ دَمْعَتَهَـا

فَضَمِيرُ الرُّحَّـلِ مَمْسُـوحُ

الفُصْحَى صَـوْتٌ عَـرَبِيٌّ

يَسْمَعُـهُ قَلْبِــي المَـذْبُـوحُ

إنْ تَرْتَـدُّوا عَنْهَا ضَاعَتْ

مِنْكُمْ فَوْقَ الأَرْضِ الرُّوحُ

فمن له أذنان للسمع فليسمع.. الفصحى صارت أضيع من الأيتام على مآدب اللئام.. وهذا وضع لا يرضي أحداً، وقد آن الأوان لتنفيذ قرارات وتوجيهات قيادتنا الرشيدة باستعادة مجد هذه اللغة وإعادة أهلها إليها، وكما قالت القيادة: اللغة هي الهوية، هي الانتماء، هي الشخصية، هي جسر التواصل بيننا وبغيرها نضيع، ونصبح بلا هوية.

يَـا قَوْمِي إِنِّـي أَسْمَعُهَــا

وَأَمَـامِـي بِالحُـزْنِ تَلُــوحُ

تَـدْعُـوكُمْ وَالصَّوْتُ قَوِيٌّ

لَكِـنْ وَا أَسَفِــي مَبْحُـــوحُ

وللحديث بقية.

Email