اللغة العربية إلى أين؟ (47)

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجو ألّا يلومني أحد، إذا أطلقت اليوم دعوة للجميع في الدولة للعودة إلى أحضان اللغة العربية واستذكار قواعدها والتكلم بالفصحى وخاصة حينما تضطرهم المواقف لشرح فكرة أو توضيح تعليمات للعاملين معهم أو الذين يقومون بخدمتهم. سيقول بعضهم: بعدما شاب أَرْسَلُوه إلى الكتّاب، وأقول: اطلب العلم من المهد إلى اللحد.

العلم ليس حكراً على الشباب، واللغة العربية ليست مرتبطة بسن.

ولديّ أمثلة كثيرة لمسؤولين لم يدرسوا اللغة العربية وما كانوا في بداية عهدهم قادرين حتى على القراءة السليمة لخطبة مكتوبة، وفوجئت بهم بعد زمن قصير يتكلمون الفصحى ارتجالاً ومن دون أخطاء تذكر.

لو فعل المسؤولون ذلك، لشجعوا جميع العاملين لديهم على استعادة اللغة العربية وعلى إنهاء الغربة بين هذه اللغة وأهلها.

وأبشر الجميع بأن هذه العودة ممكنة وسهلة وليست مستحيلة، فأنا شخصيّاً لخصت قواعد اللغة العربية نحوها وصرفها بعشر صفحات فقط، وأستطيع تزويد من يشاء هذه الصفحات التي أزعم أن من يفهمها ويحفظها يمكنه أن يملك لغة عربية سليمة لا لحن فيها ولا خطأ يقض مضاجع أئمة هذه اللغة في قبورهم .

لا تشعروا بالحرج وأنتم تعودون إلى لغتكم، بل اشعروا بالحرج من عدم بذل الجهد لاستعادة هذه اللغة الجميلة الغنية الرائعة.

نحن نحتاج أن يكون المسؤولون قدوة للجميع وليس مهماً أنهم مسؤولون عن أمور لا علاقة لها باللغة العربية.

حتى لو كانوا مسؤولين عن علوم الفضاء وعن علوم الكيمياء والفيزياء وعن علوم الاقتصاد والسياسة، فإن اللغة التي يمكنها أن تشرح للآخرين سياستهم وعلومهم هي اللغة العربية، وليست اللغات الأخرى، لأنهم في النهاية عرب.. واللغة هي الهوية وهي وسيلة التواصل مع العرب، أما إتقانهم للغات الأخرى فهذا أمر جيد ومطلوب للتفاهم مع العالم.

وللحديث بقية.

Email