لذة المشاركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف مشاركتنا في الأحداث والفعاليات من حولنا، وخاصة مع الطفرة العالمية لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا. لكن يبقى السؤال الذي من خلاله اليوم أردت أن أوضح كثيراً من النقاط التي قد يختلط عند البعض تفسيرها أو حتى فهمها. من خلال تجربتي للمشاركة في العديد من الفعاليات المحلية والدولية وحتى العالمية اشتبكت كثير من الأفكار التي قد تكون عنصراً مهماً في تقييم الحدث أو العمل بأكمله.

فالبعض يرى مشاركتنا في الأمور التطوعية تباهياً والبعض قد يراها رياءً للأسف، لكن تناسى الطرفان أن فعل الخير أو غيره من الأعمال نوايا «... ولكل امرئ ما نوى» صدق رسولنا الكريم، وأن فعل الخير عدوى وربما بذلك نذكر به ونحث عليه من خلال التصوير والإعلان عنه.

وفي طرف آخر ستجد من يبتعد عن الحدث ولا يشارك حتى بالحضور كونه لم يدعَ إليه، رغم أن مشاركته هو تشجيع القائمين عليه بهذا الحضور، ودعمهم وتوضيح أفكار هذا الحدث للعالم بأكمله من خلال قنواته، فهذا بحد ذاته جوهر المشاركة، أن تكون عوناً لهم وداعماً يقف مع الفريق.

ومشاركتنا الأهم هي مشاركة قادتنا في تنفيذ الاستراتيجيات وخوض التحديات، والاستمرارية في صناعة المستحيل، ورداً للبعض الذي يقول أين ستصلون؟ أقول لهم: هي قمم للتميز وليس الكمال والمتميز من يستمر في الصعود رغم صعوبة الطريق، الهدف واضح والرسالة أوضح والممكنات موجودة والعزيمة قوية فإلى الأمام.

وتبدأ هذه البذرة تنمو في تلك الأرض الطيبة منذ النشأة، والطريقة التي يربي الآباء أبناءهم عليها وتحفزهم على المشاركة، وهذا بدءاً من رؤية ما يفعله آباؤهم وإقبالهم على المشاركة في البيت وخارجه.

وعلينا أيضاً كمؤسسات ومسؤولين إتاحة الفرصة لأولئك الذين لديهم المبادرة للمشاركة ومساندتهم، فهذه هي الرسالة الحقيقية والمعنى الحقيقي للمشاركة أن تكون داعماً وسنداً.

 

Email