اللغة العربية إلى أين؟ 46

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم أثلج صدري كلام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية يوم الثالث عشر من أغسطس 2022. إذ وجه سموه جميع المؤسسات التعليمية في الدولة بما فيها الحكومية والخاصة بالمراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية والقيم الإيجابية واللغة العربية لدى الطلبة، وضمان تكاملها مع المناهج والبرامج التعليمية وطرائق التدريس والأنشطة والفعاليات والمبادرات التي تقوم بها المؤسسات.

إنه يضع يده على الأزمة الحقيقية التي مرّت بها العملية التعليمية في الدولة، ويعلن بلغة واضحة أنه لم يعد بالإمكان السكوت عن هذه الأزمة.

وحتى يحقق مجلس التعليم والموارد البشرية أهدافه يجب أن يكون التفاعل مع هذه التوجيهات السامية فعالاً.

علينا في جميع المؤسسات التعليمية في الدولة أن نعترف بأن هناك هُوّةً حقيقية بين أهداف وتوجيهات القيادة الرشيدة وبين ما يجري في الواقع.

علينا أن نعترف بأن الجيل الجديد يعاني جهلاً مطبقاً في اللغة العربية وأن أطفالنا لا يتكلمون إلا اللغة الإنجليزية.

الهوية الإماراتية لا يمكن أن تترسخ في غياب اللغة العربية، لغة العلم والثقافة والأدب والشعر وقبل ذلك لغة القرآن الذي أنزله الله قرآناً عربيّاً، ولم ينزله بأي لغة أخرى.

ما قاله سمو الشيخ عبدالله بن زايد يلامس هذه المشكلة وينبه جميع المسؤولين عن التعليم إليها.

والمطلوب إعادة النظر في مناهج اللغة العربية وإعادة تأهيل أساتذة هذه اللغة وتزويدهم الطريقة السليمة والفعالة التي تستطيع إعادة هذا الجيل الجديد إلى لغته وإعادة هذه اللغة إلى جميع العرب.

مأساة اللغة العربية ليست في المؤسسات التعليمية فحسب بل إنها تطل من مؤسسات أخرى عامة وخاصة، حيث تصاغ الرسائل إما بلغة أجنبية (الإنجليزية) أو بلغة عربية ركيكة مملوءة بالأخطاء النحوية والإملائية، ولكننا باهتمام قيادتنا الرشيدة سنصل إلى غايتنا وستعود اللغة العربية إلينا وتتوضح للجميع هويتنا العربية.

وللحديث بقية.

 

Email