«المكسار» الذي كان..

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبتهج بيت العروس لأكثر من أسبوع، حيث يتم خلاله الاستعداد للزواج في عدة مراحل من وصول مير المعاريس (تموين المطبخ والأواني)، إلى وصول الذبايح والحيران، إلى يوم الثلاثاء أو الأربعاء الذي تصل فيه الزهبة (أغراض العروس وذهبها وهدايا أهلها).

كان ضحى الخميس مخصصاً للمكسار، وفيه تُدعى النساء إلى بيت العروس وبعد القهوة والضيافة، يُدعون للذهاب لغرفة (الزهبة) جهاز العروس، لمشاهدته والدعاء للمعاريس بالبركة.

حينها لم تكن مواقع التواصل قد غزت الفكر قبل السلوك، ولم يكن للاستعراض والمفاخرة كل هذا الحيز الذي نراه اليوم.

أُثقلت كواهل الناس وضيقوا على أنفسهم باختيارهم للأسف!

أصبحت الدعوة لأي مناسبة تحمل معها تفكيراً مُثقلاً بالهم، ماذا سنقدم وماذا سنُهدي؟ وهل ستكون هديتي مثل هدية فلانة؟ أو أقل مستوى منها!!

ومع الأيام زادت العائلات في المحيط الواحد، ومعها زادت المناسبات التي نعرف والتي لا نعرف ولم نسمع بها من قبل!

من حفل توديع العزوبية لحفل إعلان جنس الجنين وإلى آخر ما كبلنا به عقولنا قبل أيدينا.

فهل حان الوقت لننفض كل هذا الغث المستورد عن كاهلنا؟

هل آن الأوان لرفض واعتزال تصوير هدايا المناسبات واستعراضها بأسماء فلان وفلانة؟

نحن من دعاة المحبة ودوام الود، وإهداء الأحبة وإن لم تكن هناك مناسبة (تهادوا تحابوا).

ولا شك بأن الهدية تترك دوماً أثراً جميلاً في النفس وهذا ما يجعل الود والتراحم لا ينقطع.

ولكن نحن هنا نتكلم عن تصوير هدايا المناسبات وخصوصاً الزواج فهي الأكثر تأثيراً في المجتمع مادياً ونفسياً.

فهل هناك داعٍ لهذا النداء؟

وهل هنا من يقرأ وينضم لحرفي البسيط؟

أتمنى ذلك..

ويسقى زمان (المكسار وهله).

ومنك المال ومنها العيال

وبكرك ولد يا معرس

ويعلها أم عياله

#رمستنا.

 

Email