اللغة العربية إلى أين؟ 43

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: الآن وأطفالنا معرضون للانتقال بلغتهم إلى لغات ثانية، فماذا سيكون أولادنا وبناتنا على هذا المنهج؟

أي نهاية يراد لنا؟

لا بدّ أن تتضافر الجهود لحماية هذه اللغة، وهي حماية وجودنا في هذه الحياة، حماية ديننا.

ما قاله الشيخ سلطان القاسمي يلخص المشكلة التي تعاني منها أجيالنا العربية الجديدة.

إنه يدق ناقوس الخطر ليحذرنا من المصير الرهيب الذي ينتظر جميع المجتمعات العربية، وكل من يتكلم هذه اللغة أو ينتمي إليها.

في بيوتنا الآن نشاهد ما يلي: الأم والأب يتعلمان اللغة الإنجليزية ليستطيعا أن يتفاهما مع أبنائهما وبناتهما، والويل للأم التي لا تتقن اللغة الإنجليزية، فهي ستعيش غريبة عن أبنائها وبناتها، وستكون المربيات غير العربيات أقرب إليهم منها.

هذا هو الواقع الذي نعيشه هذه الأيام، وخاصة هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تناضل قيادتها الرشيدة لتهيئة الإنسان المواطن، والتهيئة تكون بتزويده بسلاح العلم، وسلاح الانتماء إلى الوطن وإلى الدين الحنيف، ومن أجل ذلك، قامت وزارة ودوائر الثقافة في الدولة بإنشاء مراكز اللغة العربية وبرامج التوعية بأهمية هذه اللغة التي شرفها الله جل جلاله وأنزل كتابه وآياته بلسان عربي مبين، حيث جاء في سورة يوسف قوله جل وعلا: إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون. صدق الله العظيم.

فإذا كان هذا هو واقع الأمر عندنا، وإذا كانت قيادتنا الرشيدة تعمل جاهدة لتغيير هذا الواقع المرعب، فلماذا لا تتضافر كل الجهود لتحقيق هذا الهدف ولإعادة العرب إلى لغتهم، وإعادة اللغة سالمة غانمة إليهم؟

هذا السؤال يجب أن يلامس ضمير كل مسؤول عن التعليم في دولة الإمارات، ويجب أن يتعاون الجميع لوضع خطة استراتيجية قادرة على تحقيق هذا الهدف الكبير، وأن يتم التنفيذ بأسرع وقت ممكن حتى لا تسوء الأمور أكثر ويصبح الإصلاح شبه مستحيل.

وللحديث بقية.

 

Email