موسم سفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من عامين ومع بداية الجائحة، توقف نبض كل أشكال الحياة على كل الكوكب، وتوقفت تلك الطائرات التي كنا نركض خلفها ونحن صغار، ونحن نصرخ على أمل أن يسمعنا ركابها يوماً ما. كان السفر للبعض جزءاً من حياتهم العملية وركناً مهماً في نجاح مشاريعهم على المستوى العالمي. لكن للبعض الآخر كان سياحة وترفيهاً وتغيراً. لكن اليوم وبعد عودة الحياة وعودة السفر بتسهيلاته لكل دول العالم، كان التدفق السياحي والإقبال على السفر من جميع دول العالم شيئاً كبيراً وملاحظاً. جميل أن تنتعش السياحة العالمية من جديد، وجميل أن تعود الحياة لشكلها الطبيعي. لكن اليوم ما أود أن أسلط عليه الضوء هو تلك الظاهرة «ظاهرة السفر» في زمن ما، لم يكن السفر شيئاً ضرورياً أو إجبارياً أو حتى إلزامياً لكل عطلة، ولم تكن العائلات تخطط للسفر كاليوم. وكما نرى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل كبير على نشر هذه المفاهيم الدخيلة.

جميل أن نسافر ونزور بلداناً جديدة ونتعرف على حضارات مختلفة، لكن هناك من لا يستطيع، وهناك من يقارن، وهناك من يقف خلف هذه الشاشة يتساءل لماذا لا نسافر مثل هؤلاء؟ لماذا لا نذهب في عطل لنزور العالم حولنا؟ لماذا لا نركب الطائرة ونسير في ممر السعادة؟ وعندما تبدأ السنة الدراسية ويسألني أصدقائي أين سافرت ماذا سأقول؟ وأكثر من ذلك تلك المشاعر التي ربما تتحول لمشاعر نقص وحاجة.

لا أعني ألا نسافر، أو نمنع الآخرين من السفر، أو حتى ألا ننشر صور لسفرنا، ما نريده هي ثقافة ووعي أن السفر سيزيد من بهجتك ومعرفتك نعم، لكنه لن ينقص منك شيئاً. ومثل ما قيل «بلادنا حلوة.. والوطن ما له مثيل» سافر في بلادك لأن غيرك يتمنى أن يزورها ويسافر لها.

Email