اللغة العربية إلى أين؟ 35

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت إحدى أستاذات اللغة العربية على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية وبالحرف الواحد: لو كان الأمر بيدي لحذفت جميع دروس النحو من مناهج التعليم فليس على الطالب أن يهتم بهذه الدروس ولا عليه أن يعرف قواعد اللغة.. هذا ليس شغله.

صدمت أمام هذا التصريح وكانت الصدمة أشد حينما عرفت أنها تدرس اللغة العربية في إحدى الجامعات بالدولة، ولا أنكر أنها كانت تتكلم الفصحى بتمكن فلم تخطئ ولم تلحن، ولذلك جاءها كلامها الفصيح جارحاً للفصحى أو أشد إيلاماً.

وتمنيت أن أرد على هذه الأستاذة حاملة شهادة الدكتوراه في اللغة العربية في القناة نفسها التي دعت فيها لإلغاء مناهج النحو في المدارس، ولو حدث واستضفت في تلك القناة لقلت:

لو كان الأمر بيدي لقمت بإلغاء وظيفة هذه الأستاذة وجميع الأساتذة الذين ينحون نحوها ويتبنون وجهة نظرها لأنهم في الواقع أكثر إيذاء وتدميراً لهذه اللغة من غيرهم، فهم أقرب إلى هذه اللغة بحكم تدريسهم لها، ويقول الشاعر العربي:

وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً

عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

وأضيف لو أتيحت الفرصة للرد على هذه الأستاذة:

لو كان الأمر بيدي لمنعت نجاح أي طالب لا يجيد اللغة العربية ولا يستطيع كتابتها من دون أخطاء.

ولو كان الأمر بيدي، لجعلت من شروط وظائف الدولة إتقان اللغة العربية قراءة وكتابة وحديثاً، فاللغة العربية هي وسيلة التواصل وهي الحامل الرسمي لفكر قيادتنا الرشيدة وبرامجها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

اللغة العربية هي وسيلة فهم جميع العلوم، لم تغب هذه الحقيقة عن فكر القيادة، والقرارات التي صدرت عنها تؤكد أن قيادتنا تريد إعادة اللغة العربية إلى مجدها وتحريرها من كل المناهضين لها الداعين إلى التخلي عنها واللجوء إلى لغات أخرى.

وللحديث بقية.

 

Email