التنمّر الذاتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما اسمع كلمة التنمر، استعيد بذاكرتي أيام الطفولة، وأتساءل هل مررنا بالفعل بهذا الأمر في حياتنا، لأجد الكثير والكثير من أحداث التنمر التي مرت في حياتنا وحياتي أنا شخصياً، والعجيب في الموضوع أنها ليست فقط على الصعيد المدرسي الذي يعتقد البعض أنه المجتمع الوحيد الذي يحتوي التنمر بين طلابه.

والغريب أننا لم نعرف أو نضع تعريفاً لتلك التصرفات من عنف لفظي أو جسدي أو حتى حسي، بتعريف لها وكانت هائمة بين التصرفات والمشاعر ومتنوعة بين آلام جسدية ونفسية. لكن كانت موجودة وموجودة منذ الأزل. لكن لوهلة رأيت أن هناك نوعاً ربما لم يتم التركيز عليه بشكل كبير رغم أهميته، ورغم أن هذا النوع من التنمر تأثيره وخطورته على الشخص والمجتمع أكبر بكثير من غيره من أنواع التنمر الأخرى. وهذا النوع كالسم الخفي يقتل بصمت ويهدم ويدمر من الأساس والعمق.

هنا سأسلط الضوء وأركز الحديث على التنمر الذاتي، ذلك التنمر الذي يجعل الشخص يدخل حفرة مظلمة ويبدأ بلوم نفسه على كل شيء، شكله ظروفه الاجتماعية، إنجازاته، حياته، تصرفاته، كل التفاصيل، يجعله يقسو على ذاته الداخلية ويجلدها بشتى أنواع المشاعر السلبية، لا يستطيع أن يرى أي نور أو سعادة في أي شيء في حياته. حتى وإن أنجز ونجح، يبدأ بالتشكيك في قدراته واستحقاقه. وبهذا هو يعيش هنا بانكسارات عميقة وروح هشة تسمح للآخرين أن يروا ما بداخله من ضعف، ويكون فريسة لتنمرهم اللفظي والجسدي أحياناً.

أنت المسؤول الأول عن ذاتك وحمايتها ضد التنمر، من نفسك أولاً، عليك أن تركز بكل شيء جميل بك، فأنت نعمة من الله، ووجودك في هذا الكون رسالة من الله أنك تصنع الفرق، أنت صاحب القرار أن تكون حصناً منيعاً لروحك وذاتك من الداخل بقوة ثقتك بك وقبولك لما أنت عليه، وإنك تعمل على تحسينه وتطويره. هنا فقط أنت تصنع الفرق من أن تكون ضحيتك وضحية للآخرين.

Email