اللغة العربية إلى أين؟ 33

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستطيع أن نضع للغة العربية آلاف الصفحات لدراستها والتعمق في قواعدها ونحوها وصرفها وأدبها، وآلاف الصفحات هذه لن تكون كافية للإحاطة بعلمها والتعرف على تفاصيل فنونها الشعرية والنثرية.

وقد نكون بحاجة إلى هذا الكمّ لإيجاد مختصين وخبراء بهذه اللغة العظيمة، وهي مهمة مناطة بمجامع ومراكز اللغة العربية في الوطن العربي والعالم.

ولكن ما نحتاج إليه الآن هو أن يعرف العرب لغتهم وأن يتحدثوا بها وألاّ يخطئوا في كتابتها وفي قراءتها.

وهذه الحاجة نابعة من واقع مخيف نجد فيه حتى الذين يستخدمون هذه اللغة في عملهم كالإعلاميين ورجال القانون والمسؤولين في العديد الحكومات العربية لا يستطيعون التحدث بها ولا قراءتها ولا كتابتها.

بل إن بعض البلاد العربية تلجأ إلى اللغات الأجنبية في الاجتماعات الرسمية والرسائل المتبادلة بين الأجهزة الحكومية، وبين هذه الأجهزة والشعب مما يجعلنا مطالبين بوضع خطة تعتمد على تسهيل هذه اللغة بنحوها وصرفها وآدابها.

ولذلك فقد قمت بجهد كبير لتلخيص قواعد هذه اللغة وتسهيل موضوع شرحها وتدريسها للجميع.

وأقول للجميع لأنني وجدت أنه حتى أولئك الذين تخرجوا من جامعاتنا غير قادرين على التحدث بهذه اللغة الفصيحة وغير قادرين على كتابتها من دون أخطاء.

مما جعلني أخطط لشرح اللغة العربية بكل قواعدها ونحوها وصرفها بصفحات قليلة لا تزيد على عشر صفحات، ومن يستطيع استيعاب ما في هذه الصفحات العشر يكون قادراً على التحدث بها والارتجال من دون أخطاء.

وانطلاقاً من هذه القناعة فإن دورة لا تزيد على أسبوعين ولا يزيد عدد ساعاتها على 32 ساعة ستكون كافية لتخريج متحدثين وكتاب لهذه اللغة الفنية والجميلة والعظيمة.

 

وللحديث بقية.

 

 

 

Email