هوس الشهرة.. إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل لحظة تنهمر الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي كالطوفان، لا تفرق بين أي شيء سيكون في طريقها، أجل فتلك الأخبار والأفكار والعروض وغيرها الكثير لن تميز من يتابعها، من الطفل إلى كبير السن إلى الشاب، لن تفرق بين واعٍ أو جاهل، لن تفرق بين عالم أو غيره.

مؤلم هذا السباق والتنافس، ليس له صفة أو عنوان، كل الهدف منه الوصول للشهرة وأكبر عدد من المتابعين والإعجابات، لا يهم القيم أو الأخلاق أو حتى الأعراف والتربية، لم يعد هناك مانع أو حد لشيء.

استهين بالحرمات، واستهين بالأعراض واستهين بالستر فقط ليكون مشهوراً، فقط لينتشر هذا التسجيل الذي لا هدف ولا محتوى له. كنت في إحدى محاضراتي وسألت الحضور الذي كان من الشباب والشابات، ما هو الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه، فأجابتني إحداهن: «أنا ابى أكون مشهورة.. بس» فقلت لها جميل فالشهرة جميلة لكنها مسؤولية، فسألتها هل حددتِ المحتوى والهدف؟ فقالت: «مب مهم اي شي بس ابى يكون عندي متابعين وايد»!

جميل أن يكون هدف الشهرة موجوداً لا أعارضه أو أحاربه أبداً لأنه أهم أهدافي، لكن من الجميل أن نعلم أن تلك الشهرة هي مسؤولية، هي أمانة وخلق ووعي، هي رسالة واضحة للمجتمع بل للكون بأكمله، فأنت بها سفير لوطنك وعلمك وتربيتك وقيمك وأخلاقك، وأنت مسؤول عن كل من يراك.

لكن ما نراه اليوم من بعض الأفراد يذهب إلى ما لا يمكننا إلا إنكاره واستنكاره، فهم يتسابقون لتصوير الجريمة بدم بارد، بينما لا يحركون ساكناً لمنعها، وأصبحت الفضائح والإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم، دون رادع أخلاقي. وبات من المعتاد أن يتم تجاهل القيم الإنسانية. حتى أنني تساءلت، يوماً، لو أن واحداً من هؤلاء تخيل نفسه في مكان من يصوره، كيف يمكن أن يكون شعوره؟!

هنا فقط أحمد الله على قادتنا كيف يبنون ويزرعون فينا قيماً وأخلاقاً، حتى في نطاق التعامل مع العالم الافتراضي.

Email