اللغة العربية إلى أين؟ (31)

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الحواجز التي تقف حائلاً دون العرب ولغتهم حاجز الجفاء الذي بدأ يرتفع بين الأجيال الجديدة وهذه اللغة، فالأجيال الجديدة وبتشجيع مستمر من الآباء والأمهات بدأت تنظر إلى هذه اللغة وكأنها لغة قديمة متخلفة لا قيمة لها، وأن المستقبل هو للغات العالمية الأخرى وخاصة اللغة الإنجليزية، بل إن بعض الأمهات بدأن بدراسة اللغة الإنجليزية ليتمكن من التحدث إلى أبنائهن وبناتهن وفهم ما يريدون.

هذا الاتجاه غير المسبوق والخطير هو أكثر الحواجز صعوبة أمام عودة اللغة العربية إلى أهلها وعودة أهلها إليها. وقد تنبهت قيادتنا الرشيدة إلى خطورة هذا الاتجاه وقامت بعمل مبادرات وقوانين لمكافحة هذا الاتجاه المنحرف والخارج عن المنطق والمتخلي عن الهوية والوطنية والشعور بأننا ننتمي إلى العرب، والعرب معظمهم مسلمون وكتابهم القرآن، وهو كتاب أنزله الله عربياً لعل العرب يعقلون.

ولا شك أن المجامع اللغوية ومراكز اللغة العربية التي انتشرت في جميع أنحاء دولة الإمارات هي خطوات سديدة وقوية قامت بها القيادة لمجابهة محاولات القضاء على هذه اللغة العظيمة والتي مع الأسف يسهم فيها العرب عن قصد أو غير قصد، عن سوء نية أو جهل مطبق.

ومع كامل تقديري واحترامي وتأييدي لهذه المراكز والمجامع فإنني ما زلت أرى أن ما نحتاج إليه هو:

أولاً: إعادة دراسة مناهج اللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا وطرق التدريس لنتأكد أننا نسير على الطريق الصحيحة لتخريج جميع طلابنا وهم قادرون على التحدث بالفصحى وكتابتها بدون أخطاء.

ثانياً: إنشاء معاهد خاصة للغة العربية يقوم بالتدريس فيها الأكفاء والقادرون فعلاً على غرس هذه اللغة في عقول المنتسبين إليها.

ثالثاً: الاستمرار في إصدار القوانين والقرارات التي تحمي هذه اللغة وتشجع عليها وعدم الموافقة على توظيف من لا يجيد هذه اللغة وهذا لا يعني أبداً عدم دراسة اللغات الأجنبية الأخرى.

رابعاً: أدعو إلى مؤتمر سنوي لجميع مجامع ومراكز اللغة العربية للخروج بخطة عمل تؤدي في النهاية إلى دعم لغتنا وحمايتها من مؤامرات الإضعاف والابتعاد.

وللحديث بقية.

 

Email