اللغة العربية إلى أين؟ (29)

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكتاب الورقي في طريقه إلى الانقراض، هكذا سمعت أحد أساتذة اللغة العربية العاملين معي يقول.

قلت: ولماذا ينقرض ؟ هل هناك أزمة في صناعة الورق أم أن المطابع لم تعد قادرة على الطباعة ؟

قال: بل لأن الانترنت انتشر وعمّ وأصبح الطلاب منذ بداية مراحل التعليم يعتمدون عليه وبدلاً من حمل حقيبة مليئة بالكتب الورقية الثقيلة صار كل طالب يحضر معه إلى المدرسة آي باد أو لاب توب وفيه جميع الكتب والدروس التي يحتاج إليها.

قلت: وهل تعتقد أن ذلك هو مستقبل العلم ومستقبل الكتاب ؟

قال: لا يهمّ ما أعتقده، المهم أن الأمور تسير في هذا الاتجاه وأنني بالفعل وضعت كتابي الورقي في الانترنت ولم أعد بحاجة إلى طباعة كتابي وتوزيعه على الدارسين.

قلت: لو كان هذا صحيحاً لانتهت معارض الكتاب في العالم ولما احتجنا إلى الطباعة والمطابع.

قال: نحن على الطريق وسنصل إلى هذه النهاية قريباً.

قلت: فهل أنت راضٍ ؟

قال: لن أقف في طريق التقدم.

قلت: حسناً، وبهذه النهاية يكون لدينا القدرة على القراءة ولن تكون لنا القدرة على الكتابة ستنسى الأجيال القادمة كيف تستخدم الأقلام وتكتب على الورق ستكون الكتابة على جهاز الكمبيوتر أو الآي باد أو حتى الهاتف، أما إذا غابت عنهم هذه الأجهزة فإنهم لن يجدوا الورق وإذا وجدوه فلا قدرة لهم على الكتابة.

قال: ستكون الأجهزة موفرة للجميع وستكون أسعارها أقل من سعر الورق.

ما قاله صديقي الأستاذ الدكتور الذي يقوم بتدريس اللغة العربية في إحدى جامعات الدولة قد يكون صحيحاً ولكنني رغم ذلك سأظل على قناعتي أن مراحل الدراسة المختلفة وخاصة لموضوع اللغة العربية يجب الاعتماد فيها على الورق، أقرأ من الكتاب وأكتب بالقلم لأتمرن على السرعة في الكتابة وعلى تحقيق الخط الجميل وعلى معرفة قواعد الإملاء الصحيح فلا أخطئ في كتابة الكلمات ولا في شكلها.

وللحديث بقية.

 

Email