اللغة العربية إلى أين؟ 28

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يكون الأستاذ أو معلم اللغة العربية مقيداً بمصطلحات ومفاهيم اختلف علماء اللغة أنفسهم عليها، فكيف سيستطيع المتلقي العادي أن يستوعبها، ومع أي فريق من علماء اللغة يسير؟.

المثال الواضح لهذه القضية هو ما جاء في كتب النحو عن الصفة وعن النعت علينا أن نشرح الفرق بينهما رغم أنهما في الإعراب واحد، فالصفة تتبع الموصوف في الإعراب وكذلك النعت يتبع المنعوت.

المهم لدى القارئ أو المتكلم سواء اتفقنا على أن الكلمة صفة أو نعت هو أن نضع الشكل نفسه الذي وضعناه على الموصوف أو المنعوت. على سبيل المثال: جاء الرجل الطويل إلى المطعم، فالرجل فاعل مرفوع والطويل سواء قلنا عنه: نعت أو صفة فهو مرفوع. ولا يهمني أنّ النعت مصطلح كُوفي وأن الصفة مصطلح بَصْري.

حتى ابن هشام يذكر أنهما مترادفان، أي أنهما واحد.

وقد وجدت أنه لا علاقة للمتلقي بحشو دماغه بهذه الاختلافات التي لا تؤخر ولا تقدم ولا تزيد الموضوع إلا تعقيداً، يكفيني أن أوحد الإعراب وأقول صفة والصفة تتبع الموصوف في الرفع والنصب والجر. وكثيرة هي المصطلحات التي وضعها علماء اللغة وهي لا تهم إلا المتخصصين الذين اختاروا أن يبحروا في هذه اللغة وفي قواعدها ونحوها وصرفها.

ولا أميلُ ونحن ندرِّسُ طلابنا في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية إلى الدخول إلى هذه الاختلافات والتعقيدات التي تبعدهم عن الفهم وبالتالي عن حبهم للغتهم العربية. وإذا شئنا بالفعل تحقيق المصالحة بين طلابنا ولغتهم العربية فعلينا أن نبتعد عن التعقيد، وأن نبحث عن الأسلوب السهل البسيط الذي يمكن الطالب من القراءة والكتابة والتحدث بلغة عربية فصيحة لا خطأ ولا لحن فيها.ولهذا فأنا أدعو جميع المشاركين في وضع مناهج دراسة النحو والصرف وكافة أقسام الأدب العربي بشعره ونثره أن يراعوا في وضع المناهج أسلوب التبسيط والتسهيل والابتعاد عن التعقيدات والاختلافات اللغوية.

المهم لدينا هو أن نقرأ ونكتب ونتكلم هذه اللغة العظيمة التي نزل بها كتاب الله من دون أخطاء، وبطلاقة تجعلنا قادرين على شرح أفكارنا وتوضيح مآربنا.

وللحديث بقية.

 

Email