اللغة العربية إلى أين؟ (17)

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعترف أنني لست في موقع الهجوم على من يخطئ في استخدام اللغة العربية الفصيحة سواء في الإعلام المرئي أو المكتوب أو المسموع، بل إنني أرى في إصرارهم على استخدام اللغة العربية فائدة حقيقية لهذه اللغة رغم اللحن والخطأ.

ولكنني لا أستطيع تحمل أولئك الإعلاميين الذين يحاولون تجنب استخدام الفصحى واللجوء إلى اللهجات العامية العربية سواء في برامج الحوار أو حتى البرامج الإخبارية.

وعندما استمعت في أحد الأيام إلى مذيع يصرح بأن اللغة العربية لم تعد لغة الجيل الجديد المتجه إلى العلم بلغة العلم الإنجليزية، تخيلت أن ذلك المذيع ليس عربياً. ولم أقبل تفسير الأمر على أنه مجرد زلة لسان أو تعبير عن واقع صنعه بعض أولياء الأمور من آباء وأمهات حينما تركوا أطفالهم مع المربيات الأجنبيات اللواتي أدخلن الأطفال في لغاتهن المحلية الخاصة. وحتى ذلك المذيع لن أطالب بمساءلته ومحاسبته على ما اقترف من التغريد خارج السرب.ولكنني أسجل هنا همسة إلى جميع العاملين في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب.

القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تقدم للبشرية دولة نموذجية للعمل المثمر والناجح، واستثمرت في كل المجالات الاقتصادية، ولكن الاستثمار الأكبر والأهم كان إعداد الإنسان في هذه الدولة ليكون هو نفسه الذي يدير الاستثمارات ويحقق الغاية المنشودة. هذا الإنسان، يعتز بهويته ويقوم بكل الإنجازات العظيمة من خلال إدراكه أنه مواطن عربي في دولة عربية وأن لغته العربية هي أهم سمات هويته.

الإعلام قوة فاعلة في بناء هذا الإنسان. ومؤكد أن إعلامنا الوطني يعي أهمية دوره في هذا الشأن لتعزيز قيمة اللغة العربية.

وللحديث بقية.

 

Email