اللغة العربية إلى أين؟ (14)

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يدفعني إلى ضرورة إلمام الإنسان العربي بقواعد لغته العربية هما أمران..

الأول: إن القواعد ليست معقدة وصعبة كما يتصور البعض، بل هي أداة لشرح معنى الجملة التي تقرأ أو تكتب أو ترتجل، والفكرة التي سكنت في أذهان الكثيرين هو أنها علم صعب لا يمكن إدراكه بسهولة، وهي فكرة خاطئة استطعت من خلال التجربة العلمية وبالدورات التي قمت بها لمذيعي ومذيعات تلفزيون أبوظبي والدورة التي أقمتها لبعض الضباط المسؤولين عن الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية، أقول استطعت بتجارب هذه الدورات أن أقنع الجميع ببساطة وسهولة قواعد اللغة العربية.

والثاني: إنه من المهم فهم واستيعاب قواعد لغتنا العربية حتى لا تحمل الجملة عكس معناها..وهذا ما يجعل فهم القواعد ضرورة تفرضها ظروف وأحوال المتكلمين بهذه اللغة العظيمة. ولعل هذا ما جعل العالم اللغوي أبو الأسود الدؤلي يضع التشكيل على أواخر الكلمات، حيث أصيب هذا العالم بصدمة كبيرة عندما سمع أحدهم يقرأ الآية القرآنية «وإنما يخشى الله من عباده العلماء»، حيث قرأها برفع لفظ الجلالة الله، وهذا يعني أن الله هو الذي يخشى العلماء فصاح أبو الأسود: لا.. العلماء هم الذين يخشون الله. و

لهذا استعان أبو الأسود الدؤلي بأحد مساعديه وقال: عندما تسمعني أنصب اللفظ أي أقرأه منصوباً بالفتحة فضع نقطة فوق الحرف الأخير، وأما إذا رفعت اللفظ أي قرأته بالضمة فضع نقطة شمال الحرف، وإن قرأته بالكسر فضع نقطة تحت الحرف، وأما الحرف الساكن فلم يضع عليه أي إشارة إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ووضع الحركات كما هي عليه الآن، أما إعجام الحروف (تنقيطها) فتم في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان وقام به نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني.

لغتنا العربية تقوم على أساس ثابت ومتين لم يتغير طوال القرون الماضية وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وكل دعوة لإبعاد هذه القواعد عن دروس اللغة العربية ما هي إلا ضلال مبين.

وللحديث بقية.

 

 

 
Email