علاقة الزواج من أجمل وأنبل العلاقات منذ بداية الخلق، ليس لأنها تربط فقط بين شخصين كما يكون ظاهرياً، بل هي أعمق من هذا، فالعلاقة تكون جمعاً بين عائلتين وثقافات وعادات وبعض الأحيان لغات وتاريخ، وهذا الدمج يكون نتاجه أجيال جدية تبث النبض الحي في المجتمعات بكل تلك المعاني.

لكن في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة ليست فقط بين الفتيات بل أيضاً بين الشباب، وهذه الظاهرة للأسف تؤثر في المجتمع بأكمله، وتؤثر في فكر أجيال قادمة ستتأثر بهذه المفاهيم المكتسبة. وتكمن هذه الظاهرة بالعزوف عن الزواج بشكل تام.

وفي كثير من الاستشارات والحالات التي مرت بي، كانت هناك الكثير من الأسباب، فالبعض يرى أنه يملك كل شيء ولا حاجة له بشخص في حياته، وآخرون يقولون لماذا نجلب لأنفسنا المشاكل والتعب، وغير ذلك كقول أحدهم الحياة أسهل بكثير بدون قيود، لأني لا أريد أن أخسر حريتي. وتأتي أفكار أخرى لمن جربوا أو عاشوا تجربة غير ناجحة لسبب أو آخر، هنا تكون فكرة الزواج بالنسبة لهم أصبحت كابوساً لا يريدون تكراره والأصعب أن يصل شخص لهذا العمر من النضوج ويقول لا أريد أن أتحمل مسؤولية.

لن أتدخل بتغيير أفكار كل هؤلاء لكن ما أود طرحه هنا هو وعي ورسالة حقيقة لكل تلك التجارب والمعتقدات والبرمجات عن الخوف من الزواج، أجل هو خيار وقرار كامل لصاحبه، وأي تغير يحدث هو أيضاً مسؤوليته بكامل إرادته. لكن هنا نقول لمن كانت لهم أو لهن إن تلك التجارب السابقة لكم أو لغيركم هي تجربة وضعنا الله بها لنتعلم ونستمر من جديد بوعي أفضل وفهم الدرس لنكون أفضل ولا تعني تجربة الآخر ستنطبق علي، وأما الحقيقة الأكيدة أن نتعلم ونعي عن الزواج ليس فقط بالأعراف والتقاليد، بل أن يفهم كل طرف الآخر وأن يتعلم التقبل والأخذ والعطاء، والأهم الاحترام لكل التفاصيل.