اللغة العربية إلى أين؟(13)

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن أشرح للجيل العربي الجديد عظمة اللغة العربية أو أحدثه عن تاريخها وغناها المتمثل باحتوائها على ستة عشر ألف جذر لغوي، قبل أن أفعل ذلك عليّ أن أعمل على معرفة هذا الجيل للغة التي أتحدث عنها، فلا يمكن لهذا الجيل أن يفهم أو يقدر قيمة لغته العربية دون أن يدخل إلى محرابها ويتعلم قواعدها ليتكلم مع الآخرين بها دون أخطاء.

ولعل هذا الجانب هو أكثر أهمية من أي جانب آخر، ولا بدّ لكل من يهتم أو يتعامل بأمور اللغة العربية في جميع أنحاء الوطن العربي أن يقدم تعليم اللغة لأبنائها قبل أن يتحدث عنها وعن تاريخها وعن عظمتها.

ولو أتيح لي إنشاء معهد لتدريس اللغة العربية وآدابها وقواعدها لقمت في سبيل تحقيق هذا الهدف بمقابلة أساتذة من حملة الدكتوراه في اللغة العربية ومن جميع الدول العربية، مركزاً في تلك المقابلات على قدرة الأستاذ الذي أقابله على تبسيط قواعد اللغة العربية والتحدث بالفصحى دون أخطاء. أما الاتجاه الآخر الذي سأسير فيه فهو تبسيط وتسهيل فهم قواعد لغتنا العربية.

واستطعت تلخيص هذه القواعد بعشر صفحات من استوعبها جيداً يستطيع امتلاك زمام اللغة والتحدث بالفصحى دون لحن أو خطأ.مع تأكيد حقيقة أساسية وهي أنني لا أهدف إلى تخريج فقهاء في هذه اللغة، فكل ما أهدف إليه أن يستطيع الدارسون في هذا المعهد أن يقرأوا ويكتبوا ويخطبوا ارتجالاً دون أخطاء.وسيكون مقياس نجاح المعهد الذي أسعى إليه، عدد الذين يتخرجون ويكونون قادرين على التحدث بلغتهم العربية بكفاءة وإتقان.

وللحديث بقية.

Email