اللغة العربية إلى أين؟ (10)

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام»، صاحب هذه المقولة هو الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، ولقد أدركت ما فيها من إيجابية في مختلف المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان.

حتى عندما قمت بدراسة الأسباب التي جعلت هناك غربة واضحة وجلية بين اللغة العربية وأهلها وصلت إلى قناعة أن إعلان الحرب على أسباب هذه الغربة لا يجدي نفعاً ولا ينهي هذا الاغتراب، أعرف أن إشعال شمعة صغيرة في ليل دامس لن يحل المشكلة ولن يقهر أسباب الضعف الذي يعانيه أهل هذه اللغة، ولكن لو حمل جميع محبي هذه اللغة المباركة شموعاً مثلي في ظلام ليلها ودجى أهلها لرأت عيون كثيرة عظمة هذه اللغة ورجعت إليها بعد أن يتضح لهذه العيون أن إتقان الفصحى ليس صعباً على الإطلاق كما كانوا يتخيلون.

هدتني هذه الفكرة إلى محاولة تلخيص قواعد هذه اللغة العظيمة، واعتقدت للحظات أنني سأتجاوز في هذه المهمة مئات الصفحات.

ولكنني فوجئت أنني استطعت تلخيص قواعدها الأساسية والتي تتيح لجميع أهل هذه اللغة أن يتكلّموها دون أخطاء، بعشر صفحات فقط، صحيح أن هذه الصفحات العشر لا تشمل كل قواعد هذه اللغة بنحوها وصرفها، ولكنها كافية لجعل الجميع يجيدون التحدث بالفصحى بأقل عدد ممكن من الأخطاء.

أمّا الذين يريدون الإبحار في محيط هذه اللغة فيمكنهم أن يجعلوا من هذه الصفحات العشر قارباً يبحرون به في ذلك المحيط، أو أساساً يقيمون فوقه البناء السليم لجميع ما يقولون أو يكتبون.

ولكن هل يمكن أن أرسل لكل من يريد تعلم قواعد هذه اللغة هذه الصفحات القليلة ليفوز بالهدف المنشود وهو إتقان الحديث والكتابة باللغة العربية؟.

أرسلت للعديدين فما كلّفوا أنفسهم حتى بقراءتها، وبعضهم قرأها ولم يستوعب ما فيها، فقررت أن أخوض تجربة التدريس وأن أشرح بنفسي هذه القواعد لمن يحتاج إليها.

وعندما أخبرت معالي الأخ الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والإعلام يقع في دائرة اختصاصاته، بمشروعي، تقبل الفكرة وطلب من إدارة التلفزيون تهيئة المكان والزمان المناسبين لدورات يحضرها المذيعون والمذيعات على أساس ألّا تزيد الدورة الواحدة على ثماني ساعات تقسّم على أسبوعين، ثم على يومين في الأسبوع وساعتين فقط في اليوم.

قمت بعمل دورتين، ورغم كل الصعوبات كانت الدورتان ناجحتين وعرف الإعلاميون والإعلاميات جميع القواعد الأساسية لهذه اللغة الرائعة والجميلة.

وللحديث بقية.

 

Email