اللغة العربية إلى أين؟ (8)

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعدت كثيراً بالدعوة التي وصلتني من وزارة الثقافة والشباب لحضور مؤتمر القمة للغة العربية في التاسع عشر من ديسمبر 2021. المؤتمر كان رائعاً وتمت تغطيته إعلامياً بما شهده من نشاط وندوات ودراسات وتوقيع اتفاقيات بين مختلف الجهات المهتمة باللغة العربية. وقد تم كل ذلك برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي وقّع مع وزراء الثقافة العرب على إعلان الإمارات للغة العربية.

حضر المؤتمر العديد من وزراء الثقافة العرب، وشكلت مشاركة معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية تأكيداً للدور الذي تقوم به هذه الجامعة في دعم اللغة العربية.

كانت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، تتحرك في كل مكان باسمة سعيدة بما تم إنجازه، وشعرت أنني في عرس اللغة، وأتوقع أن يتم حفظ هذا النشاط في كتاب يطلع عليه جميع العاملين على خدمة هذه اللغة المباركة. هذا العرس الثقافي كان بالفعل رائعاً، وتستحق وزارة الثقافة والشباب ممثلة بالوزيرة القديرة والعاملين معها، كما يستحق جميع الذين عملوا معها من مؤسسات ومراكز للغة العربية في دولة الإمارات والدول العربية الأخرى، يستحقون جميعاً الشكر والتقدير والإعجاب.

ولكن مع النجاح الساطع لهذا المؤتمر، أرى أن لغتنا تستحق أن نعيش معها يومياً، وأن نعمل بجد واجتهاد على إنهاء حالة الاغتراب بينها وبين أهلها العرب، وهذا لا يكون بإقامة المهرجانات وإلقاء الخطابات فقط، بل يكون في خطوات عملية تجعل أهلها أولاً يتكلّمونها بطلاقة ودون أخطاء، قبل أن ندعو غير العرب لتعلّمها والتحدث بها.

نحن نحتاج من وزارة الثقافة والشباب ومن جميع مراكز ومجالس اللغة العربية في دولة الإمارات أن تقوم بنشاط فاعل لخدمة هذه اللغة وعمل برامج لتدريسها بأسلوب جديد، يجعل تفهمها واستيعاب قواعدها أمراً سهلاً وممكناً، والتحدث بها من دون أخطاء.

ولعلّ أهم ما تحتاج إليه لغتنا هو الاهتمام بالإعلاميين الناطقين بها والمدونين لها حتى لا يهدموا قواعدها وينسفوا أساسياتها.

جميل أن ننشر الأبحاث والدراسات عن لغتنا العربية الجميلة، ولكن ذلك ليس ما تحتاجه هذه اللغة في هذا الزمن الصعب الذي تشهد فيه تراجع أهلها عنها، واهتمام الأجيال العربية الجديدة بلغات أخرى غيرها.

وللحديث بقية.

Email