اللغة العربية إلى أين ؟ (6)

ت + ت - الحجم الطبيعي

اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة باللغة العربية ليست وليدة الزمن الحاضر، بل هو اهتمام يرجع إلى زمن بدايات تأسيس الدولة.

حتى عندما قام الاتحاد في ديسمبر 1971، كان الاسم المتفق عليه من الجميع بأنها دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم يجر إطلاق صفة العروبة على هذه الدولة الوليدة صدفة أو هوى، بل إنه كان عن إدراك وتصميم على أن هذه الدولة عربية وأن لغتها الرسمية هي اللغة العربية.

ولا شكّ أن هذه الروح انعكست إيجابياً على الأدب والشعر، فسطع من أبناء هذه الدولة العربية الجديدة نجوم الأدب والشعر والرواية، بل إن واحداً من أبنائها وهو المرحوم حبيب الصايغ وصل إلى منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس تحرير مجلة الكاتب العربي التي تصدر عن هذا الاتحاد منذ ديسمبر 2015 وحتى وفاته في أغسطس 2019.

ونتيجة لاهتمام قيادتنا الرشيدة باللغة العربية أنشئت عدة مراكز ومجالس لغوية نذكر منها: ميثاق اللغة العربية الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2012.

ويعد هذا الميثاق مرجعاً لكل القوانين والسياسات والتوجيهات المتعلقة بحماية اللغة العربية وتعزيز استخدامها في الحياة اليومية رسمياً وإعلامياً ومناهج دراسية، فاللغة العربية حسب هذا الميثاق من أهم عناصر الهوية الوطنية والعربية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ولتحقيق أهداف هذا الميثاق، أنشأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المجلس الاستشاري للغة العربية برئاسة وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

ونص قرار مجلس الوزراء رقم 8/148 لسنة 2012 ميلادية على إنشاء هذا المجلس لتطبيق ميثاق اللغة العربية ورعاية كافة الجهود الهادفة لتعزيز وضع اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة.

ولكن المؤسسات والمراكز والمجمعات التي أنشأتها قيادتنا الرشيدة كثيرة ومهمة، وسنأتي على ذكرها في المقالات القادمة لأنها خطوات مباركة وقوية على طريق عودة اللغة العربية إلى أهلها الذين تغربوا عنها وهجروها إلى لغات أخرى. وللحديث بقية.

Email