اللغة العربية إلى أين ؟ (٣)

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الأجيال الجديدة في اللغة العربية، ليست المناهج الموضوعة من قبل وزارات التعليم في الوطن العربي.

ولكنها في السياسات التعليمية لتلك الوزارات، فهي لا تعطي لهذه اللغة الأهمية اللازمة، والتي كانت الوزارات القديمة تعطيها لها، وأعطي مثالاً على السياسات القديمة التي أتمنى عودتها، أنه لم يكن يعتبر ناجحاً من لم يحصل علامة ستين من مئة في امتحان اللغة العربية، وحتى إجابات المواد العلمية، إن لم تكن بلغة عربية سليمة، فإن العلامة تقل، ولذلك، كانت الأجيال السابقة قادرة على استخدام الفصحى في الحديث وفي الكتابة.

لذلك، فنحن نحتاج إلى اتخاذ قرارات استراتيجية، لدعم وتقوية اللغة العربية، وأقترح أن يتم ذلك من خلال مؤتمر خاص، لجميع مؤسسات ومراكز اللغة العربية في دولة الإمارات العربية، والاتفاق على سياسة تعليمية واحدة، خاصة باللغة العربية.

وإذا كان إقرار سياسة تعليمية قوية داعمة للغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة، فإن هناك مشكلة أخرى لا تقل أهمية عنها، وهي مشكلة المناهج الخاصة بهذه اللغة في المدارس، وحتى الجامعات.

فهذه المناهج موضوعة بطريقة تجعل الطالب لا يفهم قواعدها، ولا يتمتع بما تحمله هذه من كنوز، ومن سعة ومن غنى، إنها تضع أمامه القواعد والنحو والصرف، بطريقة هذا هو الموجود، إن لم تفهم فاحفظ، ولو وضعت تلك المناهج على أساس أن القواعد، ما هي إلا شرح لما اتفق عليه العرب من تشكيل آخر حروف الكلمات، لكان استيعاب الطالب أفضل بكثير.

ولا شك أن طريقة تدريس اللغة العربية، لها آثارها السلبية والإيجابية، فهناك المعلم الذي يلقي درسه، ويمضي دون اهتمام بمدى استيعاب الطلاب لدرسه، وهناك معلم يُشرك الطلاب في درسه، ويسألهم، ويصغي إلى إجاباتهم، ويناقشهم بلغة فصيحة واضحة.

إن المدرس بالنسبة للغة العربية، هو أهم مشاكل هذه اللغة، وحينما نتمكن من تخريج مدرسين قادرين، نضمن لأجيالنا القادمة، التكلم باللغة العربية الفصيحة.

وهذه المشكلة، يمكن طرحها على المؤتمر المقترح للغة العربية، والذي سيعالج مشكلة السياسات والمناهج والتدريس.

نحن بحاجة إلى ذلك المؤتمر، وليت أحد المسؤولين عن مراكز اللغة العربية، يدعو إليه، لينعقد في أقرب فرصة ممكنة.

Email