أعطِ كل شيء وقته

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت عجلة الحياة تدور بكل تفاصيلها بسرعة واستمرارية، وكل أهدافنا وكل ما نقوم به يدور بنفس السرعة، لكن أحياناً نحتاج أن تكون سرعتنا أكبر من سرعة الحياة ونستمر ببذل جهد أكبر وطاقة أكبر، ونكون كأننا في سباق مستمر مع أنفسنا.

جميل أن نعمل ونستمر بهذا العمل للوصول للنتائج، ونحن في دولتنا وتحت راية قادتنا تربينا ونشأنا على دستور العمل وصناعة المستحيل. لكن هناك أموراً كثيرة في حياتنا لا تحتاج استعجال النتائج بل تحتاج أن تأخذ وقتها لتصل للنتيجة الحقيقية المطلوبة.

ومن أهم هذه الأمور هو أنت، فأنت تحتاج أن تعطي نفسك وقتك لتخطط وتصل، وإن تعبت أو واجهت المصاعب أعطِ نفسك الوقت للتحليل والتعديل والتطوير. ومن حين لآخر خذ نفساً عميقاً أعطِ نفسك وقتاً لتشحن نفسك بالطاقة من جديد.

تخيل أنك تزرع نبتة من البداية كبذرة، هذه البذرة تحتاج الوقت اللازم لتكبر وتنمو وهذا بالتأكيد مع رعايتك وتوفير البيئة المناسبة لها. والأهم من ذلك حتى على الجانب النفسي والمعنوي كل ما نمر به يحتاج للوقت، الفرح والحزن، الألم والفراق، خيبة الأمل وكل تلك المشاعر التي تسكن قلوبنا وأرواحنا مع هذه سرعة هذه الحياة.

الجسد والروح بنيان يستمر معك في رحلة الحياة، من دونهما لن تستطيع إتمام رحلة على أي سرعة تختارها، فأعطِ كل شيء في حياتك وقته، متعتك، راحتك، عملك، أسرتك، روحك وقلبك يحتاج لهذا الوقت. ولا تستعجل النتائج، فالطباخ الماهر يعرف الوقت اللازم ليضع أمامك طبخة متقنة ولذيذة مكتملة الشكل والمضمون، هكذا كل ما في حياتنا يحتاج هذا ليكون نتيجة متكاملة بين المضمون والنتيجة.

ربما يقول البعض كله كلام، أجل لكن كل كلام يحتاج إلى تطبيق فابدأ الآن وأعطِ نفسك وقتها.

 

Email