تنامي دور الثقافة في تعزيز الاقتصادات الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما اعتمدت التنمية الاقتصادية في الماضي على العلم والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، غير أن الثقافة أثبتت في وقتنا الراهن دورها المهم والحيوي في كونها عاملاً أساسياً من عوامل النهوض بالاقتصادات المحلية، ومكوناً رئيسياً للنشاط الاقتصادي القائم على المعرفة.

الثقافة هي روح الأمم وعنوان هويتها، ومن ركائز بنائها ونهوضها، فلكل مجتمع ثقافته التي تميّزه، ولكل ثقافة خصائصها ومقوماتها، ولا يمكن للتنمية الاقتصادية أن تنفصل عن التناغم والانسجام مع البيئة الثقافية التي توحِّد أفراد هذا المجتمع.

إن التنمية الاقتصادية التي تعتمد الثقافة جزءاً أساسياً من مكوناتها، هي تلك التنمية التي تدمج العناصر الإبداعية في أي جانب من جوانب الاقتصاد الحضري، وتسعى للتميز والابتكار وتحقيق مستوى أعلى من التفاعل بين المعرفة المحلية الفردية والاجتماعية والأسواق العالمية، إلى جانب مرونتها وقدرتها على الحفاظ على الطابع المحلي للهوية الثقافية التي نجحت إمارة دبي في التفرّد بها عن غيرها من المجتمعات.

لقد ساهم الدور المهم الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الاقتصادات الوطنية حول العالم، في ترسيخ مكانتها كمحور أساسي في أجندة القرن الحالي، فثمة توجه عالمي نحو توظيف الثقافة المحلية وتطوير الصناعات الثقافية. دبي مدينة تملك تراثاً عريقاً وأصولاً ثقافية تشكل رأس مال ثقافياً ثرياً يمكن استثماره كمصدر للتنويع الاقتصادي المحلي.

واستناداً إلى هذا التراث، وانسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة، نعمل في هيئة الثقافة والفنون في دبي على تفعيل دور الثقافة بشتى أشكالها وفق خطط مدروسة تسترشد بالنظريات العالمية في كيفية استثمار وتوظيف رأس المال الثقافي.

إن تحقيق ذلك يتطلب اتباع أجندة وطنية تهدف إلى دعم وتطوير قاعدة قوية لنمو القطاع الثقافي والإبداعي الذي يشمل أموراً كثيرة، من بينها التراث والإبداع والصناعات الثقافية والحرف التقليدية والسياحة الثقافية، وذلك من خلال ضمان احتلال الثقافة مكانة رئيسية في جميع جداول الأعمال والقطاعات، مثل التعليم والاقتصاد والبيئة والصحة والرفاه والعلاقات الدولية، والقوة الناعمة بكامل أشكالها.

لذا، نحرص على إحياء تراثنا الثقافي، وتشجيع الابتكار والإبداع، ودمج الثقافة في المناهج التعليمية لتنشئة أجيال تعي أهمية الثقافة، ونعمل على خلق فرص العمل من خلال إحياء المهن والحرف التقليدية؛،فضلاً عن تأهيل بنية تحتية ثقافية جاذبة للمبدعين ورواد الأعمال والمستثمرين في القطاع الإبداعي من جميع أنحاء العالم، وخلق بيئة إبداعية مبتكرة تراعي التنوع الثقافي الذي يتميز به النسيج الاجتماعي للإمارة.

باتت قطاعات الفنون والثقافة تحظى باهتمام كبير في زمننا الراهن، وتتنامى الأبعاد الاقتصادية للصناعات الثقافية والإبداعية يوماً بعد يوم، وتزداد مكانة السياحة الثقافية والإبداعية كقوة دافعة في تعزيز الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية. وسنواصل في «دبي للثقافة» استثمار قوة الثقافة على فتح العقول ومد جسور الحوار بين الثقافات، وتنمية الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، وصولاً نحو تحقيق رؤية قيادتها الحكيمة.

 

 

Email