كلّه يمر..

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجل كله يمر، تجاربنا، خيبات آمالنا، فقدنا، لكن هناك نجاحات وإنجاز وحياة تختلف فصولها، لكن أيضاً كله يمر كشريط عرض لفيلم، أو مسرحية، لكل فصل حكايته وأبطاله، ومواقفه، وكل مرحلة تأخذ منا أو تعطينا، تبني وتهدم، تبعد وتقرب.

يخرج أبطال من حكايتنا ويدخل آخرون. وكله يمر ويستمر، لكن نبقى نحن في هذه الحلقة ندور ونعود لنقطة البداية بعيداً كل البعد أن نتخطاها. هنا كأن كل ما يمر يرحل وأنت باقٍ هناك في الماضي البعيد، عقلك وروحك وتفكيرك ومشاعرك، محركاتك الأساسية في الرحلة كلها بعيدة كل البعد عن الآن واللحظة .

والتي هي حياتك الحقيقة، تأملوها، فذاك الماضي كان لحظة عشتها وكان حاضراً بكل تفاصيله ورحل وابتعد، فلماذا ترحل أرواحنا معه. لكننا لا نعي ولم نعتد أن نقرر الرحيل من الماضي وأن نستمتع باللحظة، تعودنا ونشأنا على ألم الماضي والخوف من القادم، فتستنفذ طاقاتنا ونحن نعد لهذا المستقبل فقط لنقول سأفرح في النهاية سأسعد بنجاحي الحقيقي عندما أصل، لحظة..

خذ نفساً عميقاً وأغمض عينيك وتأمل أي مرحلة من عمل جماعي أو مشروع أو مرحلة دراسية أو رحلة قمت بها، تأمل التفاصيل كلها حتى الصعبة منها لأنها فيما بعد ستصبح خبرة وتجربة تعلمت منها، لكن هناك متعة وهناك بهجة وقصة وتفاصيل كثيرة، فالنتيجة ليست بشكل الكعكة الجميلة أمامنا ولكن بخطوات التفكير والتجهيز والتخطيط والعمل والتحديات التي تجاوزناها، هي هذه السعادة التي تدوم، أما المتعة فهي لحظية.

درب نفسك أن كل شعور يمر، لكن أسمح بمروره المؤلم وتسامح معه، والجميل كن ممتناً له وابتسم. واعلم أن الحياة ستمر لأنها مرحلة ستنقلنا لمرحلة أهم وخير وأبقى.

 

Email