لا تعاتبني.. فأنت لا تعرفني

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت في مجتمعاتنا الكثير من الأمثال، وكان منها «العتاب على قدر المحبة»، ربما هنا لا أحكم ولا أنتقد النوايا، لكن لمن يكون العتاب، ومتى يكون هذا العتاب، والأهم الأسلوب والطريقة والوقت لهذا العتاب. فلا تأتِ أمام جمع وتبدأ برمي عتابك، وتبدأ بإحراج هذا الشخص والحجة أنك تحبه وتعاتبه، إن كنت فعلاً تحبه لما كان هذا هو الأسلوب، ولم تكن تلك هي الطريقة.

وأحياناً يكون عتابنا للأشخاص الخطأ، أشخاص لا يستحقون هذا العتاب، فمن لا يهتم بك ومن لا يهتم لوجودك فلماذا تعاتبه، وفي الجانب الآخر ربما تعاتب شخصاً أنت لا تعرف ظروفه ولا تعرف وضعه، وبدل أن يكون عتابك حباً له يكون ألماً وجرحاً لا يندمل.

العتاب ثقافة وفن ربما يجهلهما الكثيرون ويجهلون تأثيرهما وما يترتب عليهما. لكن عندما يبدأ هذا العتاب يتحول إلى لوم، ومن لوم لاتهام، فأي عتاب ننتظره، فهنا تختلف كل المعاني، وتخلق نفوساً جديدة وتبدأ المشاكل، وبدلاً من عتاب يجمع القلوب بالحب، تكون القطيعة.

ماذا نريد من العتاب، ولماذا هذا العتاب؟ أعتقد أننا وصلنا لمرحلة أننا نختار راحة البال والروح، والسلام في العلاقات، فمن يجهل ثقافة العتاب، سيغرق في بحر من الجدال الذي لا ينتهي أحياناً. وهناك من يعاتب قصداً لتجريح الآخر والتقليل من شأنه، أو هناك سبب خفي كي تهاجم قبل أن تبدأ بالدفاع عن نفسك.

سألنا إحداهن عن رأيها في العتاب فقالت: «لا أحد يستحق العتاب، وأنا لا أستحق أن أتعب تفكيري وروحي بمن لا يستحق، والآن أصبح لنا وعي كامل وتوقفت عن معاتبة أي كان»، ربما نشأنا بفكر ووعي مختلف وكان العتاب في زمن سابق دليلاً على قدر المحبة.

Email