الحياة حلوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيلت وتغنوا بها أن «الحياة حلوة.. بس نفهمها»، أي حتى في هذه يجب أن نفهمها، فالعديد منا من لا يرى جمال الحياة ولا روعتها، ولا يستشعر قيمة النعم في حياته، مهما كانت صغيرة في نظره هو طبعاً، لأن الحياة مليئة ومتنوعة في كل ما فيها، وكل تفاصيلها. زينت لنا الحياة بكل ما فيها، لكن كان هناك شرط واضح في كل آية من القرآن ذكرت ووضحت هذا الجانب ألا وهو العمل والانتباه لنوعية هذا العمل فلقول الله تعالى:«المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا». فالخير موجود وكل ما نحتاجه هو فقط أن نتقبل ونؤمن ونرضى ونعرف أن نقول الحمد لله، لما نحن فيه الآن ونوسع الهدف والنظرة للأكبر والأفضل والأجمل. وهذا يؤكد أن حياتك جميلة بما فيها الآن وبكل تفاصيلها، لأننا معظم الوقت لا نرى سوى مشاعر النقص ومشاعر الرغبة بالمزيد. لسنا ضد الوفرة والغنى ولكن كل يأتي بعد أن تصل بينك وبين نفسك أنك بالفعل غني بما تملك وتسعى للأفضل.

ولا لمزيد من البرمجات التي زرعت بدواخلنا من إعلام أو تناقلته القصص أو الأعراف أن الحياة صعبة، وأن الحياة لا تستحق العناء، نعم الحياة شقاء لمن أرادها كذلك، فهو نداؤك أنت فقط اختر الاختيار الذي يناسبك ثم قرر ما تشاء، أن تكون في نعيمها أو شقائها.

عندما كنت في زيارة لإحدى الدول وكان هناك رجل بسيط يعمل على الكورنيش لبيع الشاي، وكان بشوشاً بشكل ملأ أرواحنا سعادة فسألته هل أنت سعيد رغم صعوبة عملك وحياتك، قال الحمد لله أعمل وجسدي صحيح وسقف يأويني بأمان أنا وعائلتي فالحياة حلوة بس نفهموها.

Email