تميزك.. في اختلافك

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما تكرر على أسماعنا جمل وكلمات أعتقد أنها كانت السبب الرئيسي لتدمير ثقتنا بأنفسنا وذواتنا، رغم أن من قالها لم يكن هو بنفسه يعلم أن تأثير هذه الحروف الصغيرة عميق جداً، لكنه فعل ما فعل آباؤه وأجداده قبله، لكن كانت دوماً هناك وقفة للوعي، وقفة للتغير، حتى في علم الوراثة سميت هذه الوقفة طفرة، ليبدأ الاختلاف. تكررت كلمات وجمل «كن مثل الناس» أو «افعل هذا فهكذا يقوم به الآخرون»، «لا تحاول التغيير.. فقط قم بها هكذا فالجميع يقوم بذلك» وعندما نسأل لماذا؟ تكون الإجابة طامة كبرى؟! لأن هي هكذا أو هكذا تعودنا أو هكذا تربينا عليها، أو هكذا وجدنا آباءنا.

خلقنا الله بكل تفاصيلنا مختلفين، ولو أرادنا كنا كلنا بشكل واحد ولون واحد وتفكير واحد، لكنها عظمة الخالق أن يجعلنا مختلفين، فبالاختلاف وفرة، وتنوع، وتنافس وإبداع وابتكار، جمال خارجي وداخلي للقلوب والعقول.

فاختلاف العلوم يتيح تنوع المعارف، واختلاف التفكير يزيد الإبداع والابتكار، واختلاف ألسنتنا ولغاتنا يزيد المعارف. كل اختلاف بحد ذاته أراه معجزة تستحق التدبر والتأمل فيها. فجميل أن ترى روعة ألوان الطبيعة فلو كانت لوناً واحداً لأغمضت عينيك بعد دقائق فكل شيء متشابه فستشعر بالضجر. وهنا لا أقصد الاختلاف العقيم الذي يتبناه فارغو العقول من يتسابقون وراء السطوع السريع لأنهم سرعان ما يتلاشون.

فكن ممتناً باختلافك، فتميزك باختلافك، وتسامح من برمجيات الماضي بأن تكون كالناس، فحتى هم مختلفون، أبدع بكل اختلاف تملكه، فالمبدعون مختلفون، والقادة الناجحون مختلفون. ربوا أبناءكم بفكر مليء بالامتنان لهذا الاختلاف، نعم عزز بداخله اختلافه واعطه أمثلة أن المختلفين يصنعون التاريخ، ومهما كان اختلافه فهو مميز وقادر على صناعة التميز.

Email