برمج أفكارك.. تشرق حياتك

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ نعومة أناملنا، وقبل ذلك بكثير، أجل من اللحظة التي نبضنا بها في أرحام أمهاتنا، هناك بدأت برمجة عقولنا وأفكارنا. عقولنا صفحة بيضاء، وبدا كل شيء حولنا يرسم خطه ويلون كيف يشاء، دون اختيار أو وعي منا، كل تلك الأفكار من عادات وممارسات ومواقف وتجارب بدأت تبرمج مشاعرنا، فهي فكرة تمر وتجذب فكرة أخرى وتولد ذلك الشعور المرتبط بالفكرة.

وتبنى على ذلك ردود أفعالنا ومواقفنا وحديثنا.تبرمج الطفل منذ صغره أنه لا يستطيع، حتى من دون أن يسمع تلك الكلمة، بل فقط يكفيه أن يبدأ عملاً وتأتي أمه لتقوم به، وتخاف عليه من ظله، فيبرمج على الخوف من كل جديد، تبرمجنا من المسلسلات أن المرأة ضعيفة، وأن الرجال هم فقط لهم الحق لعمل كل شيء وأي شيء.

تبرمجنا أن الغرب هم أصحاب العقول والأفكار، وتبرمج الغرب أننا ما زلنا نعيش في خيام الصحراء. قليل من كثير، فكيف إن تعمق كل منا ونظر إلى أفكاره عن أي أمر في حياته ليكتشف برمجاته.

تكتشف برمجتك بالتنبه لردود فعلك ومشاعرك المصاحبة للفكرة، وهنا يكون دور ذكائك العاطفي في التعرف إلى هذه المشاعر والتعامل معها، على صعيدك الشخصي أو علاقاتك مع محيطك بشكل عام.

وعندما تتعلم وتعي جيداً كيف تتعامل مع أفكارك، ومتى توقف الأفكار التي تؤذيك وتؤذي مشاعرك، وقد تؤذي الآخرين حولك، هنا ستبدأ شمس حياتك تشرق بكل حب ولطف، وتعيش السلام الحقيقي، سلامك الداخلي. وتحكمك بتلك الأفكار سيسمح لك أن ترى الأمور بوضوح أكبر، وهدوء وتوازن، فتكون نظرتك للحياة نظرة مشرقة بالإيجابية.

فالإيجابي هو من يفهم أفكاره ومشاعره، ويعيشها بلطف وتوازن، وبدل لعب أدوار الضحية والتذمر، ستكون المسؤولية والتقبل.

Email