لها..

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم أكتب أحرفي لها، لكل أنثى، أجل ليس فقط لكل امرأة لأنه نطاق محدود على فئة من البالغات واللاتي وصلن بخبرتهن للكثير، اليوم كلماتي وحروفي لكل أنثى في هذا الكون، من هذه الأرض إلى أعلى سماء، وما بينهما.

لكل عنصر في حياتنا جاز به التأنيث، لأن في عمق كل شيء هناك روحاً وحياة تنبض، فاليوم حديثي لها، وتحيتي لها، فهي منذ اللحظة الأولى للحياة التي تنبض فيها وهي في رحم أمها، يبدأ معها النور في كل شيء حولها، وما إن تخرج لهذه الحياة، تخرج بالحب، الحقيقي، بحب بلا شروط، بحب العطاء.

أحلامها دوماً لا تتوقف وليس لها حدود، ومن حلمها كان الأمل في كل التحديات، فكانت الأم، والزوجة والأخت، نبضت بروحها فهي المجتمع وهي المدرسة الأولى، هي مصدر الأمان الأول، هي دوماً ينبوع للتشجيع، تبتسم رغم جراحها، تستمر رغم تعبها، تكافح لتصل.

نجحت لأنها ركزت، ووثق فيها الرجال، لأنها أثبتت لنفسها أولاً أنها على قدر الثقة والمسؤولية، أبدعت وابتكرت، كتبت واخترعت، اعتقدوا أنها تزاحم الرجال، لكن لا بل ساندت وعاونت وأبدعت. هي الأنثى التي أتكلم اليوم عنها، لم يكسرها الفقد، لأنها آمنت وأيقنت أن القادم أجمل، هي من بنت كل ما تهدّم وبدأت من الصفر إن لم يكن أقل منه، تلك التي مسحت دمع الخذلان، وروت به بساتين زهور الأمل، وعندما تكلمت لم تنطق إلا عن تجارب وحقائق.

تحية لهن جميعاً، تحية ملؤها العرفان، والاعتراف بالجميل، هنا أقول صمتها ليس ضعفاً، واستمراريتها ليست استسلاماً، وتقبّلها ليس قلة حيلة، وتغافلها ليس سذاجة، وعطاؤها غير المحدود لا يجعلها مستغَلَّة، ودموعها ليست دموع المستسلمين هذا لمن يظنون.. بل هي قوة وثبات، ودهاء وحكمة لمن يفقهون.

 

Email