خذ جرابك

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قليلة فقط ويأتي شهر الخير، رمضان. استعدادات تسبق قدومه، وكلنا حرص على ألا يمر بنا دون أن نكرمه، لكن إكرام رمضان في يومنا هذا صار تقليداً غريباً مختلفاً عن تلك الأيام التي لم تكن فيها المادة متوافرة إلى هذا الحد، ولم تكن الجمعيات والأسواق تفتح شهيتنا إلى الشراء وتخزين الطعام لكي يبقى أشهراً بعد هذا الشهر، أو يرمى يومياً في براميل النفايات في زمن يتفشى فيه الجوع في أماكن كثيرة من العالم.

واحدة من الصور التي تعودنا عليها في استقبالنا لرمضان، تذكر بحكاية من قديم الزمان، تقول الحكاية إن رجلاً اشترى جراب تمر لشهر رمضان، ثم قال لزوجته إن هذا التمر لرمضان، وبعد أيام سمعت الزوجة طرقاً ففتحت الباب لتسأل الرجل الواقف أمامها من أنت، قال أنا رمضان، فردت.. رمضان خذ جرابك. وأعطته التمر! الزوجة لم تكن تعرف ما هو رمضان حقيقة وربطته بالأكل والطعام من أجل إكرام رمضان.

رمضان شهر ننتظره، ننتظر قدومه، نستقبله بشوق وحب وتوق؛ لكي ننجح في إكرامه. لكن عندما ترى الواقع تشعر بأن ثمة التباساً في الفهم لدينا تجاهه، هذا الالتباس يجعلك تتساءل.. ما دور وسائل الإعلام المجتمعية ووسائل التواصل الحديثة وأولها التلفزيون في التوعية برمضان؟

سؤال استوحته أختكم من الواقع، وما يدور في هذه الأيام من أعمال استباقية للترويج للمسلسلات والبرامج، في رمضان.

لا أحد يعمم، ولكن حتى الأخوة الفنانين وذوي العلاقة بالفن باتوا يستهجنون هذا التقليد، العديد من المسلسلات والبرامج التي لا تحترم عقل المشاهد، تذكرنا بما كانت تحتوي عليه مسلسلات الكاوبوي القديمة من مشادات ومشاهد استعراض القوة اللسانية والبدنية، تتنافس على جعل الناس أسرى الشاشات لمجرد التسلية، وحتى التسلية مفقودة منها. نقول «رمضان خذ جرابك والسلام».

 

Email