فيلم هذه السنة بلاعنوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام جديد، عالم جديد، نقف على أعتابه كما لو أننا نقف أمام شباك بيع التذاكر، والمشهد يشبه انتظار فيلم سينمائي نعرف ممثليه ومخرجه ومنتجه وحتى تفاصيله، وعلى الرغم من ذلك نتلهف لمشاهدته. هناك من يتحمس، وهنالك من لا يشعر حتى بالرغبة في الحضور، لكنه حاضر!

وآخر يهتم بنقل تفاصيله عبر وسائل التواصل الاجتماعي كونه حدثاً كونياً، وربما عاد أحدنا ليسأل نفسه عن عنوانه حين يكتشف أن فيلم هذه السنة بلا عنوان، وأن على كل منا أن يضع العنوان الذي يختاره بنفسه.

عناوين كثيرة تمليها المشاعر، المواقف، الأفكار وأشياء غير ما يحتوي عليه المشهد من إثارة، إضاءة، وعروض ملونة، أجمل ما فيها أنك ترى بعينك ما تتضمنه من تقنيات مبهرة قد تحملك على التأمل.

تتأمل أنت المرهق من التفكير في ذاتك، ومن الجلوس أمام شاشة التلفاز ونشرات الأخبار، ومشاهدة صور الموت والدمار، ومن القلق والخوف من المستقبل واختلاف طبائع الناس، تتأمل، وتنظر إلى الأمام بتفاؤل لا إلى الوراء بغضب، تختلف رؤيتك عن رؤية بطل مسرحية الكاتب الشهير جون أوزبورن فلا تعيش مثلما عاش ناقماً ساخطاً منتقماً، بل تنشد سلاماً داخلياً.

سلام قد يأتي بعض منه بالتعامل مع مشاكلنا الإنسانية على أنها حالة جماعية، والبعض الآخر ربما أتى بواسطة ما تحققه البشرية من تقدم علمي مادي يفوق التصورات.

سلام ربما كان مصدره الإيمان بأن على كل واحد منا أن يختار ما يريده من عناوين للعام المقبل لكي يعيشها في داخله، سلباً أو إيجاباً، وإن كان يدرك أن الحياة في حقيقتها تعج بالمتناقضات، بالخير والشر، بالمحبة والكراهية، بالتسامح والتعصب، بكل أشكال وألوان السلوك المتناقضة، لكنها من الممكن أن تظل ذلك الكون الذي نحمله في داخلنا، ونغلقه في وجه المنغصات، تظل ذلك السلام في النفوس.

وكل عام وأنتم بخير.

Email