الوعي تجربة واقعية في فكر زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

«المرأة الإماراتية في فكر زايد» كان عنوان الجلسة الحوارية التي أقامتها ندوة الثقافة والعلوم بدبي بمناسبة يوم المرأة الإماراتية. ثلاث أخوات تميزت كل واحدة منهن في الطرح شاركن في الندوة. الحقيقة أن موضوع المرأة من الموضوعات التي نناقشها باستمرار وبصورة عملية في مجتمع الإمارات، فهو من القضايا ذات الأهمية الخاصة، وعلى الرغم من ذلك وللأسف، حضر من الأخوات عدد قليل، وكان العدد أكبر من الإخوة الرجال الذين حرصوا على الحضور رغم الظروف!

نقول هذا لأن الجلسة كانت مهمة حقيقية ولم تكن تأتي كمجاملة أو مواكبة لما يحدث. واستطاعت كل من د. مريم لوتاه، والسعد المنهالي، ود. عائشة النعيمي، أن يقدموا مادة ثرية أثناءها، اعتمدت في الجزء الأكبر منها على مناقشة تجارب واقعية للارتقاء بالمرأة نابعة من فكر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، هذا إن لم تكن تجارب من حياة كل واحدة منهن عن قرب أو على مسافة غير بعيدة من هذه الشخصية نظراً لطبيعة عملها.

وعن فكر الشيخ زايد وعلاقته بالمرأة الإماراتية ووعيها، أهم ما يعرف هنا أنه فكر مؤسسي مستنير، مؤسسة فكرية أسسها، رحمه الله، بفطرته وطبيعته الصحراوية البدوية التي جاءت من حياة المجتمع الإماراتي بما فيه المرأة، تسمح بتعزيز دور كل فرد من أفراده.

وبالتالي ونحن نستعيد هذا الفكر والدعوة إلى الوعي، وعندما نحتفل بيوم المرأة الإماراتية، نحتفي بأن أهم ما فيه هو تأسيسه لذواتنا. ذاتك كإنسان وكمواطن إماراتي قبل أن تكون امرأة أو رجلاً، هناك عودة إليها باستمرار، وهو ما يستحق طرحه بصورة عقلانية علمية كمنهج يدرسه أبناؤنا. نقول هذا وقد امتلأت مناهجنا الدراسية بالكثير من المواد التعليمية التي ينقصها أن تكون على علاقة بواقعنا أحياناً. صراحة، مناهجنا مازالت تفتقر إلى زيادة وتنظيم الجرعة التربوية الاجتماعية الأخلاقية التي تشكل مصدر قوة الإنسان، قوة الفرد الإماراتي.

إن كل ما يعمل على قوة الذات الإنسانية موجود في هذا الفكر، ونحن نحتاج في المدارس وغير المدارس إلى أن نبحث فيه بشكل علمي، وفي مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية، فالمؤسسات غير الرسمية من جمعيات أهلية ونوادٍ وغيرها، لا ينبغي لها أن تنتظر من يساعدها على تربية وتعليم أبناء هذا المجتمع، وفي تدريبهم على البحث والتفكير والتطوير من خارجها، ظناً بأنه المدرسة ولا غيرها، الكل ينبغي أن يكون لديه منهج من هذا الفكر في زيادة الوعي سواء كنا نساء أو رجالاً كما فعل زايد.

Email