هل تحتوي الرياضة على ثقافة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا تقرئين الصفحة الرياضية؟ في هذه الصفحة أجد نفسي خارج التصنيفات الجندرية، أعني أن هناك رسالة وأشياء ليس لها علاقة لا ببنيتي الجسدية كامرأة أو تصنيفي الوظيفي أو غيره، شيئا يمنحك القدرة على الدخول إلى أماكن آمنة.

قبل أيام، بينما كنت أطلع على صحيفة أجنبية صادرة في الدولة، أحسست بأهمية مفهوم القوة الإنسانية الذي تروج له الرياضة. كان هناك تقرير عن عنف ذكوري لمسؤولين إغاثيين يوجه نحو نساء لاجئات لسبب مادي هو فقرهن، تشعرين بأنه يقلل من إنسانيتهن، تقولين لنفسك لا يمكن لهؤلاء أن ينظروا إلى المرأة كشريك، نحن نحتاج إلى ثقافة سلام على صعيد حياتنا الاجتماعية اليومية.

تتساءلين... ماذا تعني الثقافة، ماذا يعني التعليم بالنسبة لأي إنسان منا إذا لم يكن لها مرادف عملي! تصورت الرياضة كوسيلة لجعلنا أكثر انسجاما بإلغائها الفوارق الجندرية بين المرأة والرجل في هذا المجال وغيره، ترين هذا مرادفا هاما لا ينبغي تطبيقه في مجتمعاتنا العربية فحسب ولكن مجتمعاتنا الإنسانية. في هذه الأثناء أيضا تتذكرين الدخول إلى أماكن من المفترض أن تكون آمنه كالشارع، وخبر موت الطفلة الباكستانية «زينب» التي لم يكن المكان بالنسبة لها آمنا، خبرا يقتلك، وأيام قليلة لم تمضِ على الموقف الذي وجدت فيه نفسك عندما منع عنك شيئا كنت تتصورين أنه جزء من استحقاقك الإنساني فبكيت.

لكن تتذكرين أيضا تلك التفاصيل التي تبرز من خلالها أشياء تؤسس لأخلاقيات مجتمعات تستخدم هذه القوة الذكورية في السيطرة على أخلاقيات الفرد، عقولنا بحاجة إلى مفاهيم تروج لأسلوب أفضل للتعامل مع المرأة، أخلاق رياضية. في الفكر الرياضي هناك بعد اجتماعي ثقافي واشتغال على صناعة نوع من التغيير في حياتنا الإنسانية.

وعلى المستوى الرسمي، ترتقي دولتنا ودول الخليج العربي بسبب اهتمامها المتزايد بالمرأة، وبينما المرأة عندنا تتولى مهمة صناعة القرار، يأتي الخطاب السياسي مشرقاً ومبشراً بمستقبل أفضل للمرأة في الإمارات، وهو ما يجسده وعد صاحب السمو الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» أطال الله في عمره " بأن حكومة المستقبل سيكون نصفها من النساء، خطاب قيادتنا هذا يجب أن يصل إلى كافة العقول، وألا يعوقه عائق، وعلى الجميع أن يقبل بدخول المرأة إلى ساحات المنافسة، وأن تحظى بالدعم والقوة اجتماعيا وثقافيا، وأن تزال من أمامها جميع العوائق والإشكاليات التي تعوق قيامها بواجبها تجاه مجتمعها.

Email