أمل القبيسي رئيساً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي الأسبوع الماضي، وكانت بدايته مختلفة عن الفصول التشريعية السابقة، بل إن تلك البداية كتبت فصلًا جديداً في إنجازات دولة الإمارات، يوم انتخب المجلس الوطني الاتحادي معالي الدكتورة أمل القبيسي بالتزكية رئيسا للمجلس، لتكون أول امرأة في الدول العربية تتولى رئاسة البرلمان، ليحقق انتخابها ارتفاع عدد رئيسات البرلمانات في العالم إلى 47 رئيسة، يشكلن نسبة 17.2% من رؤساء البرلمانات.

بالنظر إلى وصول القبيسي لرئاسة المجلس لابد من القراءة العميقة في هذا الإنجاز المتحقق والذي لم يتحقق بشكل عشوائي، بل انه يعكس في حقيقة الأمر استثماراً على المدى المتوسط في برنامج التمكين السياسي الذي وضعه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -حفظه الله- فأول دخول لها للمجلس الوطني الاتحادي كان بالانتخاب..

وقد عملت بجانب زملائها قبل سنوات عضوة ومارست أدوارها الانتخابية، في رئاسة لجان تمثل الدولة في وفود خارجية وداخلية، وأبلت في عملها بلاء حسناً، فكان الأداء المتميز لها كعضوة في المجلس سبباً للاستثمار فيها وإعادة تعيينها من قبل حكومة أبوطبي في الفصل الخامس عشر لترشح نفسها نائباً أول للرئيس وقتها في أربع سنوات مضت.

وصول القبيسي لمنصب نائب الرئيس بعد أربع سنوات ساعد على اكتسابها المزيد من الخبرات والمهارات، والمعارف التي يحتاجها كل من يصل إلى هيئة المكتب، فكان دورها على مستوى نائب للرئيس ناجحاً، بل ومؤهلًا لأن تتولى الرئاسة في سنوات تلت ذلك رغم أن اختصاصها في الهندسة بعيداً كل البعد عن العمل البرلماني لكن المعرفة شيء والتخصص شيء آخر.

إن ما تحقق اليوم برئاسة المرأة للمجلس الوطني الاتحادي، جسد التدرج السياسي كمنهج نص عليه خطاب التمكين لرئيس الدولة، فمن عضوة ورئيسة لجان، إلى نائب للرئيس، وانتهاء بالرئاسة التي نتوقع لها فيها النجاح لان ما اكتسبته من معارف وخبرات، وما اضطلعت به من مسؤوليات يجعل النجاح هو الخيار الوحيد لمثل هذه القرارات.

الاستثمار في الانسان، ودعم القدرات والامكانات في المواطنين، هو العنوان الذي نختاره لنصف نجاح معاليها للوصول الى الرئاسة، فالإمارات تراقب الأداء وترصد ما يقوم به كل مسؤول وتسعى للاستثمار في الكفاءات التي تراهن على قدرتها في تحقيق الإنجازات التي تصب أخيرا في ملف الدولة، وهو أسلوب وسياسة لو طبقت في جميع القطاعات والمؤسسات لوجدنا الكفاءات تتقدم في الصفوف الثالثة والثانية وصولًا للصف الأول بخبرات متراكمة لايمكن أن تترك مجالًا للفشل.

Email