صدمة كبيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا نعتقد حتى وقت قريب أن عصر العصا التي ترفع على ظهور وأيدي الطلاب في المدارس تأديباً وتهذيباً قد انتهى، انتهى ليس بسبب اللوائح والقوانين التي طورت فحسب، لكن بسبب تولي جيل جديد العملية التعليمية، والذي يفترض أنه حريص على تطبيق أفضل الوسائل للتربية قبل التعليم، فمن يعلمهم بمقام أبناء له وما يقبله لهم سيقبله للأقربين منه، لكن ما حدث الأسبوع الماضي يوم انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصور ضرب طلاب في مدارس حكومية لأسباب نجهلها، سبب لنا صدمة كبيرة.

لنفترض أن الطلاب لم تكن بحوزتهم هواتف ذكية راقبت وصورت ما حدث، ولنفترض أن الصفوف خالية من الكاميرات الرقابية، لكن أين الضمير الإنساني الذي يحكم عمل بعض المعلمين الذي يمنعه أحدهم من أن ينهال ضرباً على طالب لمجرد انه أساء التصرف، وهل سيقبل بتعرض احد أبنائه لما تعرض له أبناء الآخرين؟

المعلم مربٍّ ومؤدب، ولكن الضرب ليس من أساليب التأديب المسموح بها أو المتفق عليها، ذلك أنها تحدث آثاراً نفسية واجتماعية على الطلاب تصل لحد كره الفصل الدراسي والشعور بالانكسار أمام الزملاء، لاسيما أن صور أحدهم المقطع وبدأ في تناقله كما حدث تماماً.

وزارة التربية والتعليم اعتمدت لائحة الانضباط السلوكي للطلاب، التي جاءت لتراعي حاجات ومتطلبات المدرسة الإماراتية وفق مرتكزات وضوابط تكفل وتمنع أي ممارسات سلبية أو سلوكيات خاطئة ودخيلة عليها قد تُخِل في استقرار البيئة المدرسية. وهذه اللائحة يفترض التزام الطالب بها والمعلمين أيضا، فهي تنص على عدم إهانة الطالب ومراعاة الظروف التي وقع فيها الخطأ، وعدم استخدام أي أسلوب قاس للعقاب يسبب إهانة نفسية وألماً جسدياً أو تهكماً، فأين ذلك كله مما شاهدناه؟!

يبدو أن لائحة الانضباط السلوكي للطلاب ليست من الأمور التي يطالعها ويراجعها بعض المعلمين، وليست محل تطبيقهم البتة، ما يلزم التفكير جدياً بمراجعة لكل هذه الممارسات السلبية التي لا تليق بواقعنا التعليمي وتطلعاتنا في المستقبل.

Email