ثارنا ما بننساه

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من مرارة فقد 45 شهيداً من الإمارات، وآخرين من الشقيقتين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في مأرب اليمن، إلا أن هذه المحنة التي مرت بها جيوش التحالف العربي زادت رجال الخليج إصراراً وتصميماً على تحقيق الأهداف بنصرة اليمنيين، وحماية الخليج والمنطقة من أي أطماع.

ميادين الحروب ليست كأي ميادين، ومن يلتحق بميادينها يحمل روحه على كتفه وبجانبها المسؤولية التي تقلص الخيارات أمامه، فإما النصر وحماية الحدود والحقوق، وإما الشهادة، وهذا الأمر الذي جعل أبناء الإمارات يلبون نداء الوطن تاركين كل شيء خلفهم.

قد ينتاب بعض الأهالي خوف أو فزع من أن يأتي على أبنائه الدور فيستقبلونهم شهداء بعد الخمسة وأربعين شهيداً، ولكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن كل واحد على هذه الأرض، أن حب الوطن ليس بأغان وأناشيد تتردد هنا وهناك، وليست بأنانية تعزل الإمارات عن واجب تؤديه تجاه دول الجوار والأشقاء، بل هو أولاً وأخيراً بالذود عنه وحمايته من أي عدوان، وبذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن، حتى وإن كانت أرواحاً هي الأغلى، والحوثيون في اليمن ومن يتبعهم أحد أهم أخطار المنطقة التي لا تواجه المملكة العربية السعودية فحسب، بل الخليج كله، ولا تواجه إلا بقبضة رجال من حديد.

أبناء الخليج نشأوا وتربوا على الوحدة، ولم تفرقهم يوماً الخطوب، بل إن الخليج نفسه على الرغم من حداثة تاريخه مرّ بأزمات سياسية واقتصادية استطاع تجاوزها بالحكمة والوحدة ولا شيء آخر، وهو الأمر الذي لا يمكن أن تقوم به دولة دون تعاون واتحاد مع شقيقاتها في هذه المنظومة التي أصبحت محط أطماع كثيرين ممن يحاولون زرع الفتنة، وتمويل الإرهاب لتفكيك هذه الوحدة والنيل من سيادتها.

ما وقع يوم الجمعة الماضي، وما نتج عنه من خسائر تعد الأغلى، لا بد وأن يدفعنا جميعاً لاستيعاب المخاطر المحدقة بنا بشكل أعمق، والاستعداد لمواجهتها بالإنسان والسلاح، والإعداد لذلك جيداً حتى يتحقق المطلوب والأهم فيه الثأر لشهداء بذلوا أرواحهم، ولا بد أن تستعاد حقوقهم ممن غدر بهم، وهذا ما وعد به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في لقائه مع الرئيس اليمني بعد فقد 45 شهيداً يوم قال: «نحن ماضون معكم حتى آخر الطريق، فاليمن ليس بلدكم وحدكم.. ونسأل الله تعالى أن يحقق لنا بعونه ومشيئته النصر القريب.. ولكن ثأرنا لن ننساه».

Email