البرلمان والإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمبادرة من المجلس الوطني الاتحادي، وحرصاً منه على العمل بتوجيهات القيادة في الدولة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي السياسي بوظائف البرلمان والأدوار المنتظرة منه واختصاصاته، ينعقد اليوم منتدى الإعلام البرلماني بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي.

قد يبدو هذا العنوان غير شائق للكثيرين، لكنه جاذب فقط للمختصين من الإعلاميين المعنيين بتغطية أخبار البرلمانات والمجلس الوطني الاتحادي تحديداً في دولة الإمارات، أو المعنيين بالمؤسسات البرلمانية.. لكننا في الحقيقة نرى أن هذا المنتدى له من الأهمية ما له، وما يجعلنا نتفاءل بأن يخرج بتوصيات تشمل دعم المجلس الوطني الاتحادي إعلامياً، وبشكل يخدم الأهداف التي وجدت من أجلها هذه المؤسسة البرلمانية.

الحديث أو المطالبة بدعم المجلس الوطني الاتحادي إعلامياً، يبتعد عن الصورة النمطية التي اعتدنا عليها في تغطية أخبار وجلسات المجلس واجتماعات لجانه، فتلك التغطية كانت تصلح لمرحلة سابقة لم يدخل فيها المجلس مرحلة الانتخابات، ولم يتعين على الشعب انتخاب أعضاء يمثلونه، ومن ثم يعمل على متابعتهم في ما طرحوه من برامج انتخابية، وهو الدور الذي لا نجده اليوم في الإعلام بشكل عام، والذي لا يجد متخصصين في الإعلام البرلماني قادرين على النقل والمتابعة والتحليل لما يدور في الجلسات، فيتحول بعض الأعضاءالحريصين على التواصل مع الآخرين، إلى شبه إعلامي محترف من خلال ما يكتبه وينشره في شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر شبكة العلاقات التي يقيمها مع بعض الصحافيين.

تواصل البرلمانيين مع وسائل الإعلام، ووجود إعلام متخصص لتغطية أخبار البرلمان ضرورة ملحة، وكلاهما تحتاج إلى برامج مهنية تساعد كلاً من الطرفين على تأدية مهامه، إضافة إلى توجيهات لازمة للمؤسسات الإعلامية لتضطلع بدورها في هذا الشأن.

فعندما نتحدث عن زيادة الوعي السياسي بالممارسة البرلمانية، فإن ذلك من وجهة نظرنا لا يعد كافياً، لأننا نؤمن بأن المشاهدة تغني عن أي قراءة، وهو ما لم يتحقق للجيل الجديد ولكثيرين آخرين إلا بطلب رسمي لحضور بعض جلسات مجلس الوطني الاتحادي، وهو كاف لتحقيق الوعي السياسي ورفع مستوى الإدراك به.

في دولة الإمارات لدينا خريجون من أقسام الإعلام والاتصال، ولا بد من توجيههم نحو الصحافة التخصصية، والتي منها الصحافة البرلمانية، فذلك يخدم توجهات القيادة في الدولة، ويخدم أهم المؤسسات الاتحادية التي تعبر عن آمال وطموحات الشعب، ويخدم التوطين في أهم المجالات.

نتمنى النجاح للمنتدى البرلماني الإعلامي، ونتمنى منه توصيات ناجحة تنعكس آثارها على أداء المؤسسة البرلمانية والمؤسسات الإعلامية.

Email