عندما كتبنا أمس مقالاً ننتقد فيه البيان الذي أصدرته الخارجية المصرية في أعقاب تصريحات عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والتي تطاول فيها على دولة الامارات وشعبها من دون وجه حق على خلفية مناقشة قضية المعتقلين في الإمارات، فوجئنا بكمّ الرسائل التي وصلتنا من مصريين يتقدمون فيها بالاعتذار باسمهم وباسم الشعب المصري عما بدر من عصام العريان، معبرين عن تقديرهم لدولة الامارات حكومة وشعباً.

يقول أحد المصريين "أحزنني كعموم المصريين تطاول جماعة الإخوان على دولة الإمارات الشقيقة وهذا ما نرفضه ونعتذر عنه مع إحاطة سعادتك أنني لم أسافر يوماً إلى دولة الإمارات الشقيقة ولكن محبتها متجذرة في نفسي بل مع رفضي لفكرة السفر خارج مصر، إلا أني ما تمنيت أن أسافر إلا إلى بلدكم الحبيب وأحب أن أبلغكم محبة المصريين الكبيرة وإكبارهم لدور الوالد زايد بن نهيان وعظيم تقديرهم لهذا الزعيم العظيم، نحن نعاني من هؤلاء ونحن في قطر واحد وفي هذا كبير التسلية لنفوسكم النبيلة.".

وأرسل قارئ آخر يقول: "أعبر عن إعجابي الشديد بمقالكم بجريدة البيان لما لمست فيها من عتاب إلى الخارجية المصرية وبيانها الضعيف جدا من وجهة نظري تجاه التصريحات الهوجاء وغير المسؤولة من المدعو عصام العريان، ويعلم الله وحده مدى ثورتي كمواطن مصري أعيش بالقاهرة فور سماع هذه التصريحات غير المسؤولة والمثيرة للاشمئزاز، ولم يكن هذا شعوري وحدي بل شعور أغلب الشعب المصري المحب لدولة الامارات، هذه الدولة الشقيقة وأبنائها المحترمين، ستظل دولة الامارات في قلوب المصريين رغم أنف الحاقدين وبالأصالة عن نفسي كمواطن مصري وعن شعب مصر الكريم أتقدم بالاعتذار لكم جميعا عما بدر من تصريحات غير مسؤولة من هذا الشخص الذي طالما أثار الاشمئزاز بتصريحاته، حفظ الله الإمارات ومصر وشعبيهما من كل شر وفتنة".

رسائل الاعتذار كثيرة وتفاوتت مستوياتها بين الأزهر الشريف، مرورا بمجلس الاعمال المصري انتهاء بالجالية المصرية في دولة الإمارات ومواطني مصر، وهي كلها تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين، وشخص واحد كالعريان ومن يوافقه سولت له نفسه المساس بهذه العلاقات من أجل اثني عشر متهما لن يكونوا لدى الإمارات أغلى من أبنائها الذين أحيلوا الى المحكمة الاتحادية في قضية التنظيم السري.

 فهل يدرك العريان وغيره ذلك بعد اليوم؟