التحرش بالأطفال.. ما أخطره!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أهم الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الأمنية، إعداد الدراسات والأبحاث بناءً على القضايا التي تصلها والتي تتولى التحقيق فيها، لتعود نتائج تلك الأبحاث والدراسات بالنفع على المجتمع.

من يومين قرأنا دراسة شرطية حديثة، تقول إن الطفل يكون عرضة للتحرش الجنسي في سن مبكرة تبدأ من عامين، فيما يكون ثلثا المتحرشين من دائرته المقربة، مثل المربية والسائق والخادم والمراهقين والجيران والأقارب. وحذرت الدراسة من أن الطفل الذي يتعرض للتحرش الجنسي، يتحول في حالات كثيرة إلى متحرش بغيره، فيما تتضاعف رغباته في سن صغيرة.

الدراسة التي نشرتها الإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي، مهمة للغاية وذكرت أدلة على ما نشرته، لا سيما وأنها اعتمدت على عينات من الأسر والخبراء الاجتماعيين وسجلات ورجال الشرطة.

الاطلاع على هذا النوع من الدراسات مهم بالنسبة لنا كأولياء أمور، وكمربين ومربيات، وكعاملين في الحقل التربوي، لتفسير بعض مظاهر السلوك عند الأطفال والمراهقين، التي يستصعب علينا أحياناً فهمها، خاصة إن كانت تؤثر عليهم في حياتهم. كما أن الاطلاع على هذا النوع من الدراسات، له أهميته في تسليط الضوء على أهم أسباب التحرش الجنسي.

والذي يعود إلى غياب الرقابة من جانب الأبوين، وعرض مشاهد الجنس في الإعلام بكل صوره وأشكاله، والثقة الزائدة في بعض المقربين للطفل من الخدم أو الأقرباء، وعدم تثقيف الأطفال وتوعيتهم، وخوف الطفل من إبلاغ أبويه، إضافة إلى أسباب أخرى أهمها غياب الوازع الديني أو الأخلاقي، وخوف الأسرة من الفضيحة أو الإبلاغ عن مثل هذه الجرائم، ما يشجع الجاني على تكرار جريمته، فضلاً عن عدم تطور اللوائح القانونية في بعض الأماكن لمتابعة شكل هذه الجريمة وتقييمها.

مناقشة التحرش الجنسي مسألة لها أهميتها لحماية الأطفال مما قد يتعرضون له من تحرش، وهي كقضية ليست حصرية على مجتمعنا فحسب، بل يتعرض لها جميع الجنسيات في الإمارات وغيرها من الدول، باختلاف النسب من دولة إلى أخرى.

طبيعة الحياة في مجتمعنا والانشغال في أمور الحياة، جعلا الكثيرين يعتمدون على الخدم والسائقين والمربين بشكل كبير، وهو ما أسلم كثيراً من الأطفال للتحرش الجنسي حسب الدراسة، وهو ما يستلزم منا أخذ الحيطة والحذر، فإن كانت العمالة مساعدة في بعض الأعمال، فلا ينبغي أن تكون هادمة ومؤذية لأبنائنا وفلذات أكبادنا.

أتمنى على الجميع الاطلاع على الدراسة والاستفادة من نتائجها، لحماية الأطفال من أي أذى قد يلحق بهم، فهذا النوع من الدراسات إنما ينشر لتتم الاستفادة منه في واقع حياتنا.

Email