إجراءات شاملة لعلاج الحيوانات ووقايتها من البروسيلا

إجراءات شاملة لعلاج الحيوانات ووقايتها من البروسيلا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت وزارة البيئة والمياه القافلة العلاجية الثانية لعام 2009 بالمنطقة الوسطى، حيث تضم القافلة أطباء من العيادات البيطرية والمساعدين والفنيين التابعين للمنطقة، إضافة إلى المختبر المتنقل الذي يقدم خدمة التشخيص السريع لأمراض الحيوانات.

كما بدأ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية دعوة مربي الإبل والأغنام لإجراء الفحوصات اللازمة عليها للتأكد من عدم إصابتها بمرض البروسيلا من أجل إنشاء قاعدة معلومات أساسية حول مختلف الأمراض التي تصيب الحيوانات. وقال المهندس محمد موسى عبد الله مدير إدارة المنطقة الوسطى إن الحملة ستنفذ برامجها عن طريق فحص الإبل والحيوانات الأخرى ضد مرض الإجهاض المعدي (البروسيلا) والوقاية من الطفيليات الخارجية عن طريق رشها بإحدى المواد المناسبة كذلك فحص الحيوانات من أمراض طفيليات الدم.

ولفت إلى أن إطلاق القافلة يأتي تحقيقا للأداء الأمثل في برامج الصحة الحيوانية التي تقوم بها الوزارة لضمان سلامة المجتمع والتنمية المستدامة للثروة الحيوانية، حيث ستستمر الحملة لمدة شهر وستنفذ برامجها في زيارة جميع مواقع تجمع الإبل والحيوانات الأخرى، وقال إن القافلة ستقوم بتشخيص الحيوانات، وسيقوم فنيو المختبر بإجراء الفحوصات مباشرة في مختلف المواقع.

وأكد موسى أن المنطقة الوسطى وفرت نخبة من الأطباء ومختبرا متنقلا لفحص جميع الإبل المطلوب فحصها في مزاد اللبسة الأول للإبل العربية الأصيلة.

وأضاف أن الوزارة تسعى إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية في مجال الأمن الحيوي، لضمان سلامة الدولة من المخاطر الحيوانية الناجمة عن الأمراض التي تصيب الحيوانات والطيور، وخاصة تلك الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.

إجراء احترازي

ومن جهته أكد محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال والمعلومات في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن الدعوة التي وجهها الجهاز لمربي الإبل والأغنام بإجراء الفحوصات اللازمة عليها للتأكد من عدم إصابتها بمرض البروسيلا تأتي ضمن خطة الجهاز بإنشاء قاعدة معلومات أساسية حول مختلف الأمراض التي تصيب الحيوانات من خلال مسوحات ودراسات تفصيلية وذلك بعد قرار المجلس التنفيذي الذي قضى بضم المستشفيات البيطرية في أبو ظبي تحت إدارة الجهاز.

وأكد أن هذا الإجراء احترازيا لأن أعراض المرض لا تظهر بصورة واضحة على الحيوانات مثل بقية الأمراض الأخرى ولذلك كان لا بد من دعوة المزارعين ومربي الإبل والأغنام لإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف المرض من عدمه.

وقال إن مرض البروسيلا موجود في معظم دول العالم ونحن بعد اكتشاف حالات بسيطة من الإصابات بين قطعان الإبل والأغنام نريد تجميع بيانات عامة ومعلومات دقيقة حول هذا المرض من خلال فحص عينات من هذه الحيوانات، مشيرا إلى أن بكتيريا المايكروكوكس التي تسبب هذا المرض في الحيوان يمكن أن تنتقل للإنسان عن طريق الاختلاط المباشر للحيوانات المصابة أو لمنتجاتها الخام.

ويؤكد جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية في موقعه الالكتروني على شبكة الانترنت أن داء البروسيلا مرض يصيب الإنسان والحيوانات الداجنة والبرية ويمكن أن ينتقل المرض إلى الإنسان ويعطي علامات مخفية غير محددة لمرض معين.

وتنتقل بكتيريا البروسيلا إلى الإنسان عن طريق الحليب الخام ومنتجات الألبان غير المبسترة وحالات نادرة تحصل عن طريق تناول اللحوم غير المطبوخة جيدا بالإضافة إلى طرق أخرى عديدة غير الغذاء والتي تشمل الملتحمة والجلد غير السليم والأجنة المجهضة وإفرازاتها والدم.

ويشير الجهاز إلى أن مرض البروسيلا يعد مرضا مهنيا حيث يمكن أن يصيب مربي الحيوانات من الأطباء البيطريين والقصابين ومفتشي اللحوم العاملين في المختبرات، الصيادين والمسافرين، كما يصيب مستهلكي منتجات الألبان غير المبسترة وخاصة الأجبان.

ويمكن السيطرة والوقاية من المرض من خلال تجنب استهلاك الحليب الخام ومنتجاته غير المبسترة وتوعية العاملين في المزارع ومربي الحيوانات عن مخاطر انتقال العدوى وتوخي الحذر واخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة من العدوى في حالة وجود إصابة في القطيع وكذلك تحصين الحيوانات لمنع حدوث الإصابة لإبادة والتخلص من القطيع المصاب.

ويقول الأطباء المختصون إنه عند ظهور المرض لأول مرة في قطيع من الحيوانات يحدث إجهاض لبعض الإناث بين الشهر الخامس والثامن من شهور الحمل وأحياناً لا يحدث إجهاض، ولكن يحدث تبكير في موعد الولادة، وعند الإصابة بالمرض قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة أو حمى تمر دون ملاحظة، وأشاروا إلى أنه وعند حدوث إجهاض فيعقبه نزول إفرازات من الرحم تستمر لمدة تزيد على أسبوعين، وكذلك قد يحدث احتباس للمشيمة يعقبه غالبا التهاب رحمي صديدي، وتظهر اضطرابات تناسلية تؤدي إلى عقم مؤقت أو دائما ما في حالة الذكور فيحدث التهاب في كلتا الخصيتين أو إحداهما، ويتضح ذلك من التضخم والسخونة والتألم بمجرد اللمس، ويستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم يقل بعدها الورم وتضمر الخصية المصابة مع عدم انتظام شكلها الخارجي وتقل خصوبة الطلائق المصابة.

إجراءات الوقاية

ويرى الأطباء أنه إذا ظهرت حالات فردية في المزرعة فيجب أن توضع المزرعة تحت الحجر وتعزل الحالات الإيجابية لحين التخلص منها بأسرع ما يمكن وذلك بالذبح طبقا للتعليمات ويتم إعدام جميع متخلفات الولادة أو الإجهاض مثل (الأجنة الميتة والمشيمة والسبلة) حرقاً ثم إجراء التطهيرات اللازمة بدقة. وتخطر أجهزة الصحة لاختبار العاملين والمخالطين بالمزرعة وعلاج من تثبت إصابته ويتم إجراء الاختبارات السيرولوجية لجميع حيوانات المزرعة دون تأخير بمعرفة الجهة البيطرية المختصة.

ولا يتم ضم حيوانات جديدة إلى القطيع إلا بعد التأكد من ورودها من قطعان خالية من المرض على أن تعزل، وتختبر مرتين كل 21 يوماً، وبعد ثبوت سلبيتها يمكن إضافتها إلى القطيع.

وأما الإصابة بالبروسيلا في الإنسان فتسمى بالحمى المتموجة أو المالطية، وتأخذ صورة المرض حمى متقطعة، ويستمر ارتفاع الحرارة لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، ويتبع ذلك انخفاض في درجة الحرارة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ويتميز هذا الدور الحاد للحمى بالصداع والرعشة وعرق مع آلام روماتيزمية خاصة أسفل الظهر وتعب شديد وإذا لم يعالج المريض ويتم شفاؤه تماما يتحول المرض إلى الدور المزمن والذي يستمر لسنوات طويلة.

وتحدث الإصابة في الإنسان نتيجة الاختلاط المباشر بالحيوان المصاب عند الإجهاض أو الولادة وتلوثه بإفرازاته الملوثة، ولذلك تكثر الإصابة بين البيطريين والعاملين في مزارع تربية الحيوان ومصانع منتجات اللحوم والألبان، كما تحدث الإصابة في الإنسان نتيجة لشرب الألبان الملوثة بميكروب المرض أو تناول منتجاتها مثل (الآيس كريم ـ القشدة) لذلك يجب الحرص على غلى الحليب قبل شربه، وأن يستمر الغليان لمدة 6-10 دقائق مع التقليب المستمر، وتعتبر البسترة ووسائل التعقيم الحديثة كافية لقتل ميكروب البروسيلا في الألبان المعاملة حراريا لهذه الوسائل.

إبلاغ أقرب وحدة بيطرية للوقاية

مرض الإجهاض المعدي (البروسيلا) هو مرض يصاب به الحيوان (مثل الماشية ـ الأغنام ـ الماعز ـ الخنازير ـ الكلاب ـ الجمال ـ الخيول ـ الطيور)، وكذلك الإنسان وينتشر المرض في جميع أنحاء العالم وعلى الأخص مناطق التربية.

والبروسيلا تسبب خسائر فادحة في المزارع الكبيرة حيث تبدأ الإصابة بين قطعان الماشية بالاجهاضات بين الإناث العشار أو ولادتها لأجنة غير كاملة النمو لا تلبث أن تنفق، وتنتهي بعقم كلي أو جزئي مع نقص في إدرار اللبن

دبي ـ السيد الطنطاوي

أبوظبي ـ مصطفى خليفة

Email