دراسة سلوكية: طلبة الإعدادية والثانوية «حريفة» كذب !

دراسة سلوكية: طلبة الإعدادية والثانوية «حريفة» كذب !

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد فريق دراسة بحثية 23 مشكلة يعاني منها طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية تم صياغتها في 23 سؤالاً يتناول كل منها حجم المشكلة ومدى إدراك المستجيبين واهتمامهم بها تصدرها مشكلة الكذب التي قال التربويون عنها إن طلبة المدارس الإعدادية والثانوية «حريفة» في ابتكار وإدعاء الكذب.

وحذرت الدراسة من مشكلة الاعتداء على الآخرين وخطورتها، إضافة إلى الاعتداء على الممتلكات والسرقة وعدم الانصياع للقوانين وإساءة استخدام التقنيات الحديثة «الهاتف النقال، الانترنت»؟، القيادة المتهورة للسيارات واستخدام الآلات الحادة والمفرقعات في المدرسة والانضمام للشلل والعصابات المشاغبة والتنافس غير الشريف والغضب الشديد والحركة الزائدة ونقص التركيز والانتباه وعدم القدرة على ضبط الانفعالات والعنف في التعامل مع الآخرين والتدخين والعلاقات غير السوية والانعزال والوحدة (سوء التوافق النفسي والاجتماعي).

وأعربت دراسة «المشكلات السلوكية لدى الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية في الإمارات والدول الأعضاء بمكتب التربية لدول الخليج العربية لعام 2007م» عن القلق والتوتر والغياب والهروب من المدرسة والغش في الامتحانات واستخدام الألفاظ البذيئة والملبس والشعر الخارج عن المألوف وضعف الشعور بالمسؤولية واتخاذ القرار والحساسية الزائدة والكذب، وتبع السؤال عن حجم كل مشكلة سؤالان آخران يهدفان إلى معرفة سبب انتشار المشكلة وطريقة معالجتها من وجهة نظر المستجيبين.

ودعت إلى ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات تساهم في الحد من المشكلات وتقليل أثرها على الطالب والمدرس والمدرسة، وأشار فريق البحث من واقع إدراكه لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى أن المشكلات التي تم دراستها تعد مشكلات لا تخرج عن المألوف من وجهة نظر الطلبة، على الرغم من أنها تشكل إعاقة للعملية التربوية.

وضم فريق البحث الدكتور عبدالعزيز السرطاوي رئيس قسم التربية الخاصة بكلية التربية في جامعة الإمارات والدكتور ماهر أبو هلال عميد كلية التربية بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا والدكتور سمير دقماق قسم التربية الخاصة بكلية التربية في جامعة الإمارات وإشراف الدكتورة ابتسام الخالدي رئيس قسم البحوث التربوية بوزارة التربية والتعليم.

وتأتي أهمية الدراسة في التوصل إلى عدد من المؤشرات المهمة المتعلقة بالمشكلات النفسية والسلوكية التي يعاني منها الطلاب في الحلقة الثانية (الصف التاسع) والمرحلة الثانوية (الصف الحادي عشر)، وتتزامن الدراسة مع الجهود الرامية إلى تطوير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرض صوراً ميدانية لوجهات نظر الهيئات الإدارية والفنية والتعليمية والطلبة في وزارة التربية والتعليم حول المتغيرات التي تؤثر في المشكلات السلوكية والنفسية لدى الطلبة.

كما تهدف الدراسة إلى تحديد أهم المشكلات السلوكية التي يعاني منها طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية في دولة الإمارات ودول الخليج العربية حتى يصار إلى وضع استراتيجية يمكن أن تساعد في التغلب على هذه المشكلات.

وتلقي الضوء على دراسة واقع مشكلات الطلبة في ظل وجود العديد من المتغيرات التعليمية والتربوية التي تواكب عملية تطوير التعليم في هذه المرحلة والوقوف على حجم المشكلات النفسية والسلوكية التي يعاني منها الطلبة في مرحلة المراهقة، والآثار المترتبة على المشكلات السلوكية والنفسية، بالإضافة إلى توجيه أنظار صانعي القرار للواقع السلوكي والنفسي الذي يعيشه بعض الطلبة.

واحتلت مشكلة الكذب المرتبة الأولى ضمن أهم عشر مشكلات سلوكية من وجهة نظر الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية في دولة الإمارات، تلتها في المرتبة الثانية مشكلة الغش في الامتحانات والمرتبة الثالثة القيادة المتهورة للسيارات والمرتبة الرابعة قصات الشعر الخارجة عن المألوف والمرتبة الخامسة الألفاظ البذيئة.

فيما احتلت في المرتبة السادسة مشكلة إساءة استخدام التقنيات الحديثة الانترنت والهاتف المتحرك والمرتبة السابعة مشكلة الحركة الزائدة ونقص التركيز والمرتبة الثامنة عدم الانصياع للقوانين المدرسية والمرتبة التاسعة انعدام المسؤولية وضعف القدرة على اتخاذ القرار والمرتبة العاشرة والأخيرة الغياب والهروب من المدرسة.

مقترحات

اقترح فريق البحث ضرورة وضع استراتيجيات وخطط بين المدرسة والطلبة وأولياء الأمور منها: توحيد جهود المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي لمجابهة المشكلات السلوكية، حيث أثبتت البحوث إن للوالدين تأثيراً كبيراً على أولادهم وعلى سلوكهم، ويجب أن تعمل الأسرة والتربويون والمجتمع المحلي معاً على جعل البيئة المدرسية بيئة آمنة للطلبة. وإرشاد الطلبة الذين يعانون من المشكلات السلوكية لمساعدة الطلبة على فهم أنفسهم بشكل أفضل ومعالجة مشكلاتهم والتوافق النفسي والاجتماعي.

كما اقترح ضرورة ملاحظة ومتابعة توجيه الطالب من قبل المدرسين لدى ظهور أي سلوك غير لائق في الصف، حيث يقع على المدرس جزء كبير من المسؤولية في حدوث المشكلات السلوكية لدى الطلبة، وقد يكون المدرس فعالاً ويلعب دوراً مهماً وإيجابياً في العملية التعليمية للطلبة، لكنه إذا تجاهل سلوك غير مناسب داخل الصف من قبل بعض الطلبة، فإن هذا المدرس يكون قد ساهم في تعليم هؤلاء الطلبة سلوكاً غير ملائم.

واحتلت مشكلة الغش في الامتحانات المرتبة الثانية من وجهة نظر الطلبة، وتعود الأسباب التي توصلت إليها الدراسة إلى أن البعض يلجأ للغش بسبب صعوبة الامتحانات والمواد الدراسية، فيما أوضح البعض الآخر انه يعتبر حلاً سهلاً للحصول على النجاح والتفوق، في حين اعتقد الآخرون بأن الغش في الامتحانات يمثل مغامرة تشعر صاحبها بالانتصار على القوانين المدرسية الصارمة.

تزايد القيادة المتهورة والأعمال البهلوانية للفت انتباه الجنس الآخر

حلت مشكلة القيادة المتهورة للسيارات في المرتبة الثالثة، وتعود الأسباب من وجهة نظر الطلبة الذين شملهم الاستبيان إلى أن سبب الظاهرة يعود إلى الظهور أمام الجنس الآخر، فيما رأى عدد منهم أن السبب هو حب السرعة والأعمال البهلوانية.

بينما أشار الآخرون إلى عدم وجود قوانين صارمة لمعاقبة هؤلاء الطلبة كسبب للمشكلة، بالإضافة إلى إهمال الأهل وعدم مراقبة أبنائهم، ورأوا أن طريقة التغلب على الظاهرة تتم من خلال فرض قوانين صارمة وردع الأهل لأبنائهم ومراقبتهم بشكل دائم ومعاقبة الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بقيادة المركبات بشكل متهور وتوفير توعية إعلامية كافية.

وجاءت مشكلة الملبس وقصات الشعر الخارجة عن المألوف في المرتبة الرابعة، وتعود الأسباب حسب وجهة نظر الطلبة إلى أن مثل هذه السلوكيات تعتبر تقليداً للآخرين، بينما رأى الآخرون أن السبب يتمثل في التماشي مع الصرعات الحديثة حتى يوصف من يمارس هذه السلوكيات بأنه غير تقليدي، إلا أن البعض الآخر رأى أن تلك السلوكيات تمثل تحدياً لعادات وتقاليد الكبار.

إلى جانب لفت الأنظار وجلب الانتباه إليهم، وأشاروا إلى ضرورة نشر الوعي بين طلبة المدارس وإرشادهم عن مضار الظاهرة ومنع انتشارها من خلال فرض قوانين صارمة في المدارس والتزام المعلمين والأهل قدوة للطلبة في لبسهم ومظهرهم الخارجي، بالإضافة إلى وضع نظام للتعزيز في المدرسة للطلبة المثاليين للحد من الظاهرة.

وجاء ترتيب مشكلة استخدام الألفاظ البذيئة خامساً، حيث فسر بعض الطلبة ان استخدام الألفاظ البذيئة ناتج عن تقليد الآخرين، ولإثبات الرشد والاستقلالية، وينتج عن الضغوط والمواقف التي تجبر الطلبة على القيام بذلك، إلى جانب إرضاء أقرانهم في المجموعة التي ينتمون إليها.

وأوضح الطلبة أن التغلب على الظاهرة يكمن في توعيتهم وإرشادهم فيما يتعلق بالأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة وأثرها على الآخرين، وفرض قوانين صارمة في المدرسة لعقاب الطلبة الذين يستخدمون الألفاظ البذيئة وإحكام الرقابة أثناء الفسح المدرسية على الطلبة لمنع استخدام الألفاظ البذيئة وتفعيل التواصل بين البيت والمدرسة لتعديل سلوكيات الطلبة الذين يستخدمون هذه الألفاظ.

واحتلت مشكلة إساءة استخدام التقنيات الحديثة (الانترنت والهاتف المتحرك) المرتبة السادسة وتفاوتت نسب الطلبة في تفسير الظاهرة، حيث أشار حوالي 39% إلى أن الكبت الذي يعيشه الطلبة يسبب إساءة استخدام التقنيات الحديثة، وأشار 57% أن السبب طبيعي يعود إلى المرحلة العمرية التي يمر بها الطلبة، بينما رأى 34% أن غياب فرص الاختلاط بالجنس الآخر هو السبب وراء إساءة الاستخدام.

في حين رأت نسبة بسيطة (18%) أن ذلك ما هو إلا تعبير عن الغريزة. اقترح بعض الطلبة أن تضع الدولة حاجزاً على شبكة الانترنت للتغلب على الظاهرة، ورأى البعض أن يتم تجاهل الظاهرة وإهمالها، فيما طالب البعض الآخر بعدم وضع قيود كبيرة على الطلبة المراهقين، وأكد عدد آخر من الطلبة أن عدم منع الظاهرة يجعل المراهقين يقلعون عنها تدريجياً.

وتلت مشكلة إساءة استخدام التقنيات مشكلة الحركة الزائدة ونقص التركيز حيث احتلت في المركز السابع، ومن الأسباب التي أشار إليها الطلاب أن المشكلة ناتجة عن خلل يصيب الدماغ، وأن هذا النوع من الطلبة يصب اهتمامه باللعب ما يجعلهم كثيري الحركة، فيما رأى الآخرون أن السبب يتمثل في ضعف التحصيل الأكاديمي.

بالإضافة إلى جلوس هؤلاء الطلبة بجانب طلبة كثيري الحركة يعد السبب الرئيسي، رأى ما نسبته 26% من أفراد العينة أن العلاج يكمن في الإحالة إلى جلسات في العلاج الطبي أو النفسي، ورأت نسبة مماثلة أن الحل يكمن في الإحالة إلى مركز الإرشاد المدرسي، في حين رأت نسبة تصل إلى 41% أن الحل يكمن في إخضاعهم إلى برنامج متكامل من التعزيز من أجل تعديل سلوكهم، ورأت نسبة 50% أن توفير ترتيبات مختلفة في غرفة الصف تجعلهم أقل حركة وأكثر تركيزاً.

وجاء ترتيب مشكلة عدم الانصياع للقوانين المدرسية في المرتبة الثامنة، وفي بيان أسباب عدم الانصياع للقوانين المدرسية رأى عدد من الطلبة أنهم لا يعرفون سبباً محدداً للمشكلة، في حين رأى الآخرون أن السبب يكمن في لفت انتباه إدارة المدرسة والمعلمين، وحب الظهور وفرض السيطرة على الآخرين.

وعي

خطورة استثنائية لانعدام المسؤولية

جاء ترتيب مشكلة انعدام المسؤولية وضعف القدرة على اتخاذ القرار تاسعاً، حيث أوضح الطلاب أن عدم المسؤولية سمة تميز الطلبة في هذه السن، بينما خالفهم الرأي البعض الآخر، مؤكدين أن الطلبة لا يحتاجون أن يكونوا مسؤولين في هذه المرحلة، إلى جانب أن الطلبة لا يعرفون كيفية اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، وغياب الوعي والإرشاد للطلبة في المدارس.

وأشار الطلبة إلى أن نشر الوعي يمثل الحل وتفعيل التواصل بين الأهل والمدرسة لتعديل سلوك الطلبة وأن يكون المعلمون والإداريون والأهل قدوة للطلبة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، إلى ردع الطلبة وعقابهم في حال أن عدم المسؤولية سبب أضراراً للمدرسة أو الآخرين.

دبي ـ نادية إبراهيم

Email