أضراره لا تقل عن تدخين السجائر واستنشاق عوادم السيارات ويمكن أن يسبب سرطان الرئة وأمراضاً صدرية

البخور .. روائح عطرة وأخطار داهمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر التطيب بالبخور أحد العادات التي يتميز بها الإماراتيون بصفة خاصة والخليجيون بصفة عامة، إذ أن دول الخليج تعتبر أكثر دول العالم استهلاكا للبخور حيث يحرق الخليجيون حسب بعض التقديرات أكثر من 75% من العود في العالم. بعض الدراسات العالمية ومنها دراسة تم نشرها مؤخرا في مجلة New Scientist أظهرت أن دخان البخور المستخدم في المنازل أو المساجد يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة.

ووفقا للدراسات فان الدخان المنبعث من حرق البخور لا يقل خطورة عن الدخان المنبعث من السجائر ويسبب تهيجا في الشعب الهوائية خاصة للمرضى الذين يعانون من حساسية الصدر أو الربو الأمر الذي أكده الدكتور ميرزا الصايغ استشاري الأمراض الصدرية في دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي. من أنواع الدخان المحرضة وأشار إلى أن البخور يزيد من سوء بعض الأمراض الشائعة عند الناس كمرض الربو الذي يعتبر من الأمراض الشائعة في الإمارات. ويضيف أن البخور أحد أنواع الدخان المحرضة والمثيرة لنوبات الربو الحادة عند المصابين به. ويبين الدكتور ميرزا الصايغ أنه كثيرا ما يحدث أن يداوم مريض الربو على أخذ علاجه، لكنه ينسى أن هناك عوامل متنوعة وكثيرة محرضة للربو داخل البيت مثل مكيفات الهواء والموكيت والصوف والغبار إضافة إلى البخور.

غياب الدراسات المحلية وأوضح الدكتور محمد حكيم سماحة اختصاصي انف وإذن وحنجرة أن البخور يمكن أن يؤدي إلى حدوث حالات غير صدرية كالتهاب الأنف ألتحسسي الذي يعتبر بمثابة مهيج أو مقدمة لحدوث الربو القصبي. وأكد أن التعرض للبخور بشكل متكرر يؤدي إلى ديمومة أعراض التهاب الأنف التحسسي على الرغم من انتظام المريض في أخذ علاجه وتناوله أدوية ممتازة. وأشار إلى أنه لا توجد دراسات علمية محلية حول البخور، ولكن يؤكد من خلال مشاهدة الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض الانسداد الرئوي المزمن ومرض انتفاخ الرئة من غير المدخنين وخصوصا السيدات المواطنات استخدامهن للبخور بصفة مكثفة. زيوت عطرية وأوضح إن البخور يحتوي على زيوت عطرية طيارة تعطي البخور نكهته المعروفة إضافة إلى احتواء دخانه على مركبات كيميائية ناتجة عن احتراق خشب البخور، وتتشابه هذه المركبات مع أغلب مكونات دخان التبغ وأهمها القطران حيث يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي بأضرار بالغة منها الربو وحساسية الجيوب الأنفية وفي بعض الحالات . وخصوصا عند الاستعمال اليومي المتكرر والمبالغ فيه يمكن أن تؤدي إلى أضرار التدخين نفسها، إذ أن للدخان عنصرين: النيكوتين والقطران، والنيكوتين يؤدي إلى مضاعفات معروفة منها تنفسية ومنها وعائية كأمراض القلب والضغط وتصلب الشرايين، أما القطران فهو يؤدي إلى تهيج في الأغشية المخاطية إجمالا، وهذا التهيج يؤدي بدوره إلى زيادة أعراض مرض موجود مسبقا كالربو.

البخور والسرطان وحول إمكانية تسبب دخان البخور في سرطان الرئة وأمراض القلب كما هو الحال في دخان السجائر، يقول (لا توجد دراسات علمية مؤكدة تثبت ذلك) ولكنه يستدرك بقوله: (يبقى دخان البخور مضرا كما هو حال أي دخان، وإذا لم يكن سببا رئيسيا للإصابة بتلك الأمراض كما هو حال دخان السجائر، فإنه من الممكن أن يساعد على ظهور تلك الأمراض ). ويضيف المواد الكيماوية أيا كانت وأينما وجدت فهي سامة للجسم، ومن الخطأ التركيز على الدخان فقط، فالمادة الموجودة في الدخان إذا وجدت في أي منتج آخر فهو ولا شك مضر وهذه المواد لها تأثيرات كثيرة كالحساسية أو التليف الرئوي أو السرطان. وأوضح أن البخور قد يؤثر على بعض الأشخاص المصابين ببعض الأمراض ومنها الربو والجيوب الأنفية والتهاب الشعب الهوائية خاصة وأن مستخدمي البخور يتعمدون استنشاق الهواء الذي يخرج منها ما يؤدى إلى حدوث التهابات رئوية حادة والتهابات أخرى في القصبة الهوائية فضلا عن تهيج في الشعب الهوائية ثم التهابها ويؤدى في النهاية إلى حدوث انسداد رئوي.

وأشار إلى أن الأبحاث العلمية أكدت أن الروائح النفاذة تعتبر من المستنفذات غير النوعية التي تتسبب في نوبات حساسية وربو شعبي بالإضافة إلى أن الدخان المباشر الذي يخرج من أعمدة البخور ومسحوق البخور الشعبي الذي يتم إشعاله عن طريق الفحم يضر الجهاز التنفسي ويؤدى بدوره إلى إحداث تغيرات في أنسجة الشعب الهوائية.

وأوضح أن التعرض لدخان البخور لفترات طويلة قد يتسبب في حدوث انسداد في الشعب الهوائية بشكل قوى ويؤدى إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم وبالتالي نقص نسبة الأكسجين فيه. وأشار إلى أن الجهاز التنفسي يعد أشد الأجهزة تأثرا بعادة استخدام العطور والبخور حيث التعرض المباشر أو غير المباشر لها يسبب تهيج الشعب الهوائية.

وبالتالي قد تسبب الإصابة بأزمة ربوية حادة لدى مرضى حساسية الشعب الهوائية حيث يشعر المريض بعد التعرض لهذه المواد بضيق شديد في التنفس يصحبه سعال جاف وأزيز للصدر وهو ما يطلق عليه أزمة ربوية حادة خاصة لدى الأطفال والعائلات ذات التاريخ المرضى الأمر الذي يستدعى استشارة طبية.

ويضيف أن العطور والبخور يسبب أيضا عدم السيطرة على علاج مرض الربو الشعبي وحساسية الصدر في بعض الأحيان حيث يحتاج المريض إلى مضاعفة جرعات العلاج وذلك للسيطرة على الأعراض الجانبية تهيج الشعب الهوائية كما أن التعرض للبخور والعطور يسبب حدوث احتقان مزمن في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي الأمر الذي قد يودى إلى الإصابة بالالتهابات الفيروسية المتكررة للجهاز التنفسي.

وسألنا احد تجار البخور بدبي عن كيفية التعرف على البخور الجيد وأنواعه فقال: (البخور أنواع فالبخور الكمبودي جودته تعتمد على درجة اللون الداكن والسواد فيه وأيضاً ثقله في الوزن ويمكن التعرف على البخور الجيد إما بالاستنشاق فإن دمعت العين فيدل على جودته وأيضا وضع كسره صغيره بكوب ماء فإذا طفى فوق دل على جودته.

وأفضل طريقه لمعرفه جودة دهن العود الأصلي وعدم وجود أي مخلوطات معه وضع قطرات بكأس ماء فإذا شوهدت بقع زيت حوله دل على أن هناك مواد مخلوطة. وأيضا أفاد بان دهن العود الأصلي هو الذي يبقى على الشماغ والملابس ويصل إلى ثمانية أيام دون أن يفقد رائحته.

ويجب حفظ البخور في مكان جاف ويمكن زيادة جودته بسكب بعض من الزيوت العطرية (ليس شرطا أن يكون من الزيوت الغالية) عليه وغلق العلبة حيث يبدأ البخور بامتصاصه وعند حرقه سوف ينبثق منه الرائحة الزكية.

وأشار إلى أن بعض ضعفاء النفوس من تجار العود يلجأون إلى حشوه بمادة الرصاص من أجل زيادة وزنه وبالتالي يتضاعف الضرر؛ فمادة الرصاص مادة سامة لها أضرار كثيرة تؤدي إلى التهاب الأعصاب، وشلل الأعصاب وإلى آلام باطنية وإلى انحلال الدم وتسممه.

وهذا كله يعتمد على نسبة وجود هذا المحتوى ومدة التعرض له، فإذا ما كانت النسبة قليلة فمدة التعرض هي المهمة هنا، أما إذا كانت نسبة الرصاص عالية فمدة التعرض لا أهمية لها؛ لأن النسبة القليلة على المدى البعيد تترسب وتتراكم في الجسم وتؤدي إلى تسمم مزمن، وإذا كان لا بد من استخدام البخور فالأفضل ألا يتم استخدامه بكثافة، لأن التعرض له دوريا وباستمرار أو عن طريق حرق كميات كبيرة منه مضر بالتأكيد.

نفائس العطور

من أغلى العطور الشرقية عالميا عطر دهن العود الذي يصل سعر الكيلو جرام منه إلى نحو 100 ألف درهم، ويستهلك السوق السعودي اكبر كمية من دهن وبخور العود إذ يقدر حجم السوق السنوي بأكثر من 3 مليارات درهم تأتي بعدها الإمارات بحوالي ملياري درهم، واغلب من يستهلكونه في الخليج العوائل الغنية وبعض الدوائر الحكومية والشركات.

مابعد العود قعود

أكد باحثون أميركيون أن البخور يفيد الدماغ وليس فقط الروح كما يعتبره رجال الدين مخففا من الإحباط والقلق أيضا. وأوضح فريق البحث الدولي الذي يتضمن علماء من جامعة جون هوبكينز أن حرق البخور ينشط بعض القنوات في الدماغ ويخفف من حدة الاكتئاب والقلق.

من أطرف ما يروى عن تقاليد استعمال البخور، انه إذا ضاق صاحب البيت بزواره بعد أن تطول فترة زيارتهم أو يمل حديثهم، فانه يهرع إلى المبخرة، ويشعل فيها المسك والعود ويطوف عليهم متمتماً «ختام مسك»، فينهض الضيوف للانصراف، فالقول الشائع بينهم هو «ما بعد العود قعود».

كيفية انتقاء النوع الجيد من البخور ؟

* يفضل شراء العود البخور بكمية كبيرة (3 تولات فما فوق) لأنه أوفر من الناحية الاقتصادية.

* (ابتعد عن البخور المصبوغالمطلي) لأنه في العادة يكون سيئا، والصبغ ذاته يغير رائحة البخور.

* انتبه عند شرائك لقطع البخور الكبيرة من احتوائها على مادة الرصاص، لأنه يأتي في بعض الأحيان بهذا الوضع لزيادة الوزن.

* جرب قطعة صغيرة من البخور المراد شراؤه، ثم لاحظ لون الدخان المتصاعد، فالبخور الجيد يميل لون دخانه إلى الأزرق.

* افتح عينيك عند استنشاقك للبخور، فإذا أحسست بألم فيها فاعلم أنه رديء.

* لاحظ عملية احتراق البخور، فالبخور الجيد يتميز بكثرة فقاعات الدهن عند الاحتراق.

* دقق النظر في قطع البخور ولاحظ وجود عروق لونها يميل إلى اللون البني الغامق أو الأسود، فإن البخور الجيد يتميز بكثرتها.

* ضع قطعة صغيرة من البخور في ماء فإن طفحت فالبخور جيد. ولابد من ملاحظة لون الماء إن مال إلى الاصفرار فإن فيه صبغ أصفر أو أنه مصبوغ أو مطلي.

دبي ـ عماد عبد الحميد

Email