إلى متى سنبقى نرصد عدد السيارات التي نستوردها لتباع في وطننا العربي؟ وننظر إلى نسبة نمو أرباح مصانع السيارات بدهشة؟ وإلى متى ستبقى فكرة إنتاج كامل لسيارة تصنع محلياً وتحمل اسماً عربياً حلماً من الصعب تحقيقه؟ فماذا ينقصنا لنكون دولاً مصنعة لسيارات نباهي بها العالم أجمع؟
والغريب في الأمر، أننا نملك الإمكانات المادية، واليد العاملة، والعقول الشابة المهتمة في هذا المجال (خصوصاً في دولة الإمارات)، ولم نسمع يوماً عن محاولة جدية لإنشاء مصنع «عربي» لتصنيع السيارات في منطقتنا، ولماذا لا نحاول؟ فإن فشلنا يكفينا شرف المحاولة. وماذا عن المليارات التي نرسلها سنوياً لاستيراد السيارات وقطع غيارها، أليست مجتمعاتنا أحق بها من غيرنا؟
ومن خلال تخصصنا في مجال صحافة السيارات، وزيارتنا للكثير من المصانع المنتشرة في العالم، ومقابلة المديرين والمهندسين والمصممين بالإضافة إلى العمال، لم نلحظ أنهم أناس مختلفون عنا، أو جاؤوا من كوكب آخر، أو لهم رؤوس أكبر من رؤوسنا، وعقول أذكى من عقولنا، بل هم بشر مثلنا، يحبون عملهم ويحرصون على اتقانه.
أفما آن الأوان لأن نثبت أننا قادرون على تصنيع سيارات أفضل من التي يصنعونها، وأن شبابنا قادر على التحدي وليس كما يصفونه بأنه لا يعرف إلا القيادة بتهور وتكسير السيارة واستبدالها بأخرى جديدة، وأن تقييمه للسيارة مبني على السعر وليس على الجودة والتقنيات الحديثة! أما آن الأوان لأن نريهم قدرات شبابنا أحفاد العربي بن فرناس أول إنسان حاول صناعة آلة للطيران؟
rashedd@albayan.ae